مرحبا ....حواء فاعور / سوربا

 مرحبا 

للبدائيين الذين يحبون سنابل القمح ويلوحون للغربان عند المغيب .


للبسطاء الذين يفكرون ولايقرؤون الكتب ، الذين يصلون إلى النتيجة دون أن يعرفوها قبل خوض التجربة .


أصحاب المفردات الخاصة ، الذين لم يحظوا بميراث ولا أنابيب صالحة ليمر منها ماء صالح أو فاسد ، 

الذين يعيشون دونه ، هو الذي جُعِل منه كل شيء حي! 


لأولئك الذين لا يعرفون أي شيء المضادون للتجهيل ، العباقرة الذين يؤمنون أننا نعيش في الكلمة ونموت عند آخر حرف منها ، ثم نولد في الكلمة التي تليها ونموت عند آخر حرف منها أيضا، الوحيدون الذين فهموا لعبة الزمن ، وتعرفوا أننا في كل لحظة نقترف الماضي الذي لا يجدر بنا تذكره أو التفكير فيه!


للشعراء الذين يكرهون الشعر ويقترفونه دون فهم ، لأنهم مميزون ووحدهم يستحقون أن تسبق أسماءهم بلقب شاعر عظيم ، لأنهم يشعرون قبل الكلمة، في الكلمة، بالكلمة، وبعدها ، يشعرون داخل النص وخارجه ، ويمارسون الفلسفة والحكمة

غير آبهين بسلف ولا هدف ، ودون أن يعرفوا تعريف الفلسفة حتى! ، الموهوبون المجبرون على الخوض في معاناة هذه المتلازمة دون سابق إصرار أوترصد.


للمؤمنين بالله والدين أباً عن جد ولغبائهم الذي يدعو للشفقة أكثر من المحاربة على الرغم من شروره المتجذر الممتد إلى حداثتنا الكريهة ، الذين لن يغيرهم خطاب ولا نقاش ولا حجة.


للباحثين الأكارم أصحاب الشرف الرفيع ، الذين يأسوا من نشر معرفتهم فآلمتهم!

الذين لم يستخدموا ذكائهم في الشر ولم يوظفوه في الدين والسياسة! 


للنساء غير النسويات  ، المؤمنات بأجسادهن 

الفخورات بنهودهن واوراكهن وما بينها ، 

اللواتي يشعرن ويبيكن دون دموع ، ويفكرن في الله كما لو كن له والدات! 

المتعاملات مع الرجال على أنهم نظراء في الخَلق ، وشركاء في الحياة.


للرجال الذين يعملون في مناجم الفحم وتكسير الصخور مجازاً لأن المجاز أكثر صعوبة وايغالا في الروح من الحقيقة ،

الذين يحبون النساء ليكونوا كاملين بهن ،

الحنونون أصحاب الزنود الصالحة لأن تكون وسائد! 


للعالم  المترهل الكريه الذي عليه أن يفنى ليموت كل من ذكر أعلاه ومن لم يذكر! 


لكم ، وفيكم المنافقين والطيبين والملاعين والاحرار المقيدين والعبيد الطلقاء ، وأصحاب الشهادات الجاهلين ، والمتميزين العباقرة 

القراء الوفيين ، واللماحين والأنقياء والمطبلين والخونة! 


ولك ياحبيبي دون أي شرح 

ولي أنا اللاشيء الذي لم يؤمن أبدا أنه سيغير شيئا أو يصل إلى شيء! 


مرحبا أيها الفراغ الذي يكبلنا ويدعونا بعنف لنتكلم أو نكتب ! 


حواء فاعور



مرحبا ....حواء فاعور / سوربا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 23 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.