موزاييك....هيثم الأمين/تونس

 موزاييك

ـــــــــــــ

الشاعر الذي طار،

عن حنجرته،

سرب حمام زاجل

كان رسالة؛

رسالة نسيها، في جيبه، ساعي بريد

ثمّ ذهب ليأخذ قسطا من الموت، في قعر النّهر!

الشاعر الذي

كانت القصائد تنصب فخاخها على أطراف أصابعه

كان كلّ الطرائدِ

و أوّل الهاربين منه!!

الشاعر الذي

طارده ظلّه على مدى كلّ جزنه

كان رصيفا؛

رصيفا يقطنه المواء و النّباح

و يتسكّع فيه، 

كلّ ليلة،

أعمى يبحث عن نهار يختبئ فيه من ظلّه

و من شرفة ما عادت تغنّي!!

الشّاعر الذي كان يذهب إلى القصيدة

كما يذهب الأوغاد إلى الحانات

كان شجرة في آخر المدينة؛

شجرة أزيلت بقرار بلديّ

و صنعوا من خشبها تابوتا لعمدة المدينة

و باب مرحاض!!

الشاعر الذي حطّت على كتفه عصفورة

كان محطّة في زمن ما قبل القطارات و الحافلات

و حين وصل أوّل قطار،

صار فزّاعة تحرس حقول الصّمت!

الشاعر الذي فقد صوابه

كان ورقة يناصيب رابحة

و لكنّ صاحبها كان مجنونا يضحك كثيرا

قبل أن تصطاده هيستيريا البكاء!!

لا فائدة من الشّعراء؛

يسكرون كثيرا،

يشتمون كثيرا،

يكتبون كثيرا

ثمّ يموتون قبل أن يكتبوا قصائدهم العظيمة!!

رجاء؛

هل من نهر يمرّ بهذه المدينة؛

أريد أن آخذ قسطا من... ؟!!

مرحبا سيّدتي؛

رجاء، أكتبي هذا العنوان على صدري

أريد أن أصل إلى.......... هناك!!

شكرا لك سيّدي؛

لا بأس؛

سأنتظر القطار القادم...

يناصيب، يناصيب

الورقة الفائزة.. هنا

يناصيب، يناصيب

...

نعم سيّدي الشرطيّ؛

هذه حقيبة سفري

و فيها ملابس داخليّة لنساء لا أعرفهن

و كلّ ما كتبت من قصائد!!

عشرة دراويش يدورون حول قصيدة واحدة

ووحده وجهي

يتـ(ـجـ)ـدلّى...


موزاييك....هيثم الأمين/تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 27 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.