نساء ....هيثم الأمين / تونس
نساء
ـــــــــ
النساء مدن و قرى و أرياف.
المرأة المدينة شاسعة جدّا
و ضيّقة المزاج
يملؤها الضّجيج و اللافتات الكبيرة
و خلف واجهاتها الفخمة
سلالم كثيرة تأخذك لشوارع خلفيّة؛
شوارع،
لا تحمل أسماء عشاق واضحين،
يستوطنها الغرباء و الخارجون عن الحب!!
المرأة المدينة
تدير حركة السّير،
في أنوثتها،
على حسب فخامة ماركة العابرين
و حين تخلو شوارعها،
تنام
على رصيف الرّوايات التي نسي كتّابها
أنّ الأحلام ليست زهور زينة لتنبت في أصص الشّرفات...
المرأة القرية
لا تكبر، فيها، الأحلام كثيرا؛
هي، أيضا، تشتري أنوثتها من السوبر ماركت
كما تشتري الخبز و القصائد الجاهزة
و في المساء،
تترك أبوابها مواربة
و تغنّي مواويل الجدّات
لضفائرها
و للعصافير العائدة محمّلة بلافتات المدن!!
المرأة الرّيف
شاسعة جدّا و هادئة؛
تذهب إلى شقائها بكامل خضرتها
و تعود كما السّنابل التي تستعدّ للحصاد؛
تتمدّد في وحدتها
و تحلم
بأصابع تحصد أنوثتها الناضجة؛
أصابعا تقيم، لأجلها، أعراس البيادر
لتنهض
قبل العصافير
فتصنع الخبز و أنوثتها!!
حبيبتي
أتلنتيكا التي تقبع في أعماق حلمها
و تنتظر عودتي المؤجّلة.....
ليست هناك تعليقات: