خطى الربيع في الظلام..سالم مهيم / اليمن
**خطى الربيع في الظلام
أحس دبيب الربيع في الظلام الدامس،
ولعلعة الرصاص،
وأصوات الهاونات،
والخوف الذي يتسلل إلى القلوب،
لا أرى شيئاً، سوى قلقي الذي نبتت له قرون....!!،
وهمي الذي أصبح عكازي،
والظلام الذي أمسى يكتم أنفاسي،
لست أدري وجهتي...!!
دع أنوارك تسطع...
فلتبدد هذا الظلام الجاثم على الصدور والأرواح...!!
فلتبدد هذه النيران التي تتوعد
الأطفال والكهول أمثالي،
دع سلامك يهذب الوحوش الشاردة في دمائنا،
و الغيلان التي تحصي أنفاسنا،
والوسواس الذي يفضحنا...!!
(البودنج)العدني
لم يعد يطفئ مواجعي
ويزرع المسرات في أعماقي،
لأنك منذ غادرت أقفر منه بيتي..!
الخضاري لم يعد هناك طريقٌ
لترسله أمي إليَّ...!!
كل الدروب مسدودة أمام السلام
وكل السبل مفتوحة لولوج الظلام
لحن خافت في ضجيج الحرب الوحشية...!!
الذعر يستوطن أوجه البسطاء
والأرواح التي أزهقت في غفلةٍ
تذكرت خطاها الحثيثة خلف الرزق
وهي تتهاوى في أشراك الموت...!!
سأقول دعوا الحديدة تركض نحو أحضان السلام...!
دعوا التهائم تبحث عن كينونتها الضائعة....!!!
أحس دبيب خطى الربيع
في الظلام المتغطرس،
ولعلعة الرصاص،
ودعوات البسطاء،
ورمضان.
من المؤكد أنني لا اراه...!!
ولا أرى صديقاته الأشجار...!!
ولا أرى نوار السلام...!!
ولا النخيل...!
لكنني أحس وقع خطاه
رغم الظلام الدامس،
تقودني...،
أما آن لهذا الجنون المريب أن يتوقف...!؟
أما آن لهذا الموت الراكض أن يستريح قليلاً....!
أما آن لطريق النخل أن يفتح..؟
أما آن للنوارس أن تعود إلى أوكارها...!؟
والعقول أن تعود إلى...!!
فإني لم أعد قابلاً أي صورةٍ
ويأسي أصاب الروح بالغثيان
أروم فراراً من سيوف هزائمي
فألفي دمائي لون كل مكاني
وأبصر لبي خائضاً في متاهةٍ
وخطوي حثيثٌ لاجتثاث أماني
يباب يعم الأفق دون بشائرٍ
بغيثٍ يغيث وموسمٍ هتَّان
نوافذ أحلامي تماهت مع الدجى
وشمسيَ غابت في غبار زماني
ليست هناك تعليقات: