الفراغُ مربكٌ و قاتل...كوثر وهبي/ سوريا
الفراغُ مربكٌ و قاتل
ممتليءٌ باللا شيء
و أمتليءُ به ..
تدور الأفكارُ من حولي
و في رأسي ..
و بأفكاري أدورُ العالم
من أقصاهِ إلى أقصاه ..
في البيت ألوذ بمكاني المحبب
عادةً لا أفعلُ ما لا أُحبْ ..
و أحبُّ هذا الواجبَ اليومي
فقط لأنه يشعرني بالحياة ..
أُحبُّ تحضير الطعام لأنه يذكرني بأمي
في المطبخ أقطِّعُ البصل
و يجتاحني شوقٌ حارقٌ لها ..
أسمعُ صوتها دائماً و في كل مكان
عباراتها المعتادة حين نحضِّرُ الطعام معاً
وقعَ خطواتها تروحُ و تجيء في المكان
مثل آلهةٍ جميلة ووديعة ..
أرى وجهها في مرآتي
و أسمعُ كلماتها في صوتي ..
أمي تكرهُ الأزواج و تعشقُ أبناءها
و لذلك لا زالت تبكي غيابهم حتى اليوم ..
على الهاتف أسمعُ نشيجها
و ينشجُ بصمتٍ قلبي ..
في( بلاد العجم ) يشتكي اللاجئون
من صقيع البرد ..
و هنا نلتهبُ من نار الله الحارقة
و أفكِّرُ ؛ كم كانت بلادنا مكاناً
رائعاً للعيش فيه ..!
أربعةُ فصولٍ لا تدعُ لك
مجالاً للشكوى .. لذلك نحبُّها
و نموتُ في حبِّها ..
نموتُ ..
لا شيء في هذه البلاد يشبهني
و لا أنتمي حتى للهواء الذي أتنفسهُ ..
في النهاية تنتهي الحربُ
و ينتهي كلُّ شيء ..
و يبقى الحنينُ ، والحزنُ ..
ما أثقلَ الوقت
و ما أخفَّ أحلامنا ..!
ليست هناك تعليقات: