كانفاس...نعمة حسن علوان / العراق
كانفاس
.........
لديَّ الكثير لأقولَهُ لكِ
لكنني حينما ألتقيكِ
تأخذني التفاصيلُ يا صغيرتي
أنتِ تحدثينني عن الأغاني النادرةِ لـ (نانا موسكوري)
وعن رسائل حب - غسان كنفاني
وعن جارتِكِ الطيبة
والظلالِ الغامضةِ التي ترسمها سجائرُكِ على الجدار
فيما أحدثكِ أنا ، عن طيورِ الخُطَّاف
وروايةِ حبٍ مجوسيَّة
وآلةِ الفلوت
وعن المقامات
ومائدة نزهت
ومظفرِ النواب
وأفلامِ (توم هانكس)
أحدثكِ عن أفكاري من قبل أن تقعَ في فخِ الحروف
تسألينني : كيف لهذه اللحظاتِ أن لا تكرر نفسها ؟
أقول لكِ :
المدينةُ الآنَ محمولة على قَرْنَي ثور
يعبثُ بأْنفِهِ ثوارٌ مزيفون
ورجالُ دينٍ غُلاة
تقولين لي :
من أين يأتي كلُّ هذا الغُبار ؟
أقولُ لكِ :
يتناوب الجميعُ على الحملقةِ في مرآةٍ واحدة
والإصغاءِ إلى ذات الحكواتيين الخُن
وما من أحد سوانا هنا
ما من أحد سوانا هنا يا صغيرتي
يطاردُ خيالاتٍ مفصلةً
وحدنا نتسقطُ أثرَ نكتةٍ طريفةٍ
وحدنا نتحدثُ عن تفاصيلَ نادرةٍ ؛
قد تبدو غير مهمة للوهلة الأولى
ولكنها بالتأكيد تتركُ انطباعاً عميقاً
على فكرةٍ
يحاول تشكيليٌّ
أن يرسمَها على لوحةِ كانفاس
2020
ليست هناك تعليقات: