أمام الزجاج ....حواء فاعور / سوريا

 نستطيع أن نقدم أفكارنا ببساطة منسابة في حين نعجز عن تقديم مشاعرنا بشكل واضح ، 

لا يمكنك أن تجعل أحدا  يشعر بما تشعر به تماماً حين يقرأ كلماتك أو يسمعها ، لكن بإمكانك أن تجعله يفهم أفكارك ببساطة.


الفعل هو انعدام الحس ، والفكرة صخرة في وجه الشعور

وانما نفعله أو نقوله ليس إلا تبديداً لحسٍّ ما، وتلبية لرغبة السقوط في الفراغ بغية التشتت ، طامعين بالراحة الكائنة في اللاشيء ، 

لا شعور، ولافكرة، ولا مسؤولية 


غير عارفين أن هذا الشتات يعني الموت ، 

إقصاء الروح أو بترها مثل وردة شائخة حين تلمسها الأصابع!


تحديداً هنا سيكون الألم فظيعاً، وأنت تراقب العالم من وراء الزجاج ، غير معني بالأمر!


محتجز وتبحث عن عقلك 

عن إحساسك ،

والألم قان

يرافقك على الدوام.


حين تقترب من الآخر وأنت تسدل الستار في داخلك عليه مع كامل يقينك أنه غريبٌ جديد سيضاف إلى قائمة الذين تحوّلوا في حياتك! 


حين تنصت إلى الكلمات الرقيقة وانت تسكت عن انقلابها في وقت لاحق وانضمامها إلى قائمة الثرثرة الزنانة في أذنيك!


حين تفتح قلبك على مصراعيه للحب وأنت متيقن من مكان الحربة حين ستغلقه!


حين تستكين للعناق وانت تحاول جاهداً أن تنسى انك ستتحول لخشبة في وقت قادم أكيد!


لأجل ذلك 

انعطف دائما ، واجعل من الطريق طويلاً ما شاء جهدك أو اكثر


قبل آخر كلمة اسكت 

قبل آخر خطوة توقف 

قبل آخر نظرة أغمض عينيك 


لا تعرف أي شيء أبداً

ولا تفعل أي شيء ، حتى تمنح العمر الطويل للشعور


إياك أن تصل إلى النهاية مبكراً

امش مثل سلحفاة،


ولا تشعر  

لا تعرف 

لا تركض مثل أرنب


وقف أمام الزجاج 

حتى لا تضطر لتهشيم نفسك! 


#حواءفاعور



أمام الزجاج ....حواء فاعور / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 14 أكتوبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.