غصن ريحان .....محمد زادة / سوريا

 _ غصن ريحان _ 


يقول غدي في الفنجان 

ستبقى وحيدآ 

برجي يقول لا امرأة في الأفق 

والعرافة قالت قبل عشرين عام 

ستتقاطع الدروب امامك 

وتهلك 

بائعة الحليب قالت لأمي وانا طفل 

هذا الولد لا يشبه إخوته 

انه نحيف كغصن خيزران 

وأذكر أن امي صحّحت لها 

( غصن ريحان يا أمّونة )


لا أحد قال يومآ بأنني اصلح لشيء

والنسوة اللواتي مررن في حياتي 

بخفة الطير وقفزة غزال

لم يتركن شيئآ ورائهن سوى النصائح 

وبرنامجآ دسماً للطعام 

وآخر إمراة تركتني 

لم تعد تسألني عن وزني 

لهذا فقدتُ 

خمسة كيلوغرامات من البهجة 


نحيفٌ أنا 

 لكنني ريحانة امي 

تراني طويلآ قصيرآ

نحيفآ ناصحآ 

كبيرآ صغيرآ 

تراني بكل همومي غصن ريحان ٍ يزهر 

الغصن الذي قفزت من فوقه الغزالة 

وكسرته فراشة 


لم يبق للغابة معنى 

صارت مصيدةً لحرائق الغابات  

والذئاب اكتشفت  أسرارنا 

فابتعدت   إلى الجبال 

لم نعد نعني للطبيعة شيئاً 

سوى أننا فقاعاتٌ للحكايا 

ليلى ماتت سعيدة 

امّا جدتي 

فلم تُخبرنا شيئآ عن قطاع الطرق 

لكنها حذرتني .. 

لا تلحق بإمراة 

حتى لو قالت لك 

عندي عسلٌ في البيت 

وعشبة الخلود 


لم يبق للحكاية مغزى 

صرتُ ذئبآ انهش ذكرياتي 

الصور فرائس

والمواعيد التي لم نصلها 

والرسائل 

والكلام الذي قلته لكِ 

وانتِ تبتعدين سنينآ 

بقفزة غزال 


كيف نجوتِ والغابات تحترق 

كيف ابتعدتِ هكذا  وأنتِ شجرة 

وانا غصنُ ريحان لا أكثر 

قفزت من فوقه الغزالة 

وكسرته فراشة .

..................

خلخال ضيّق


غصن ريحان .....محمد زادة / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 12 ديسمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.