اليوم السَّابعُ للحرب و نصوص أخرى للشاعر المغربي وديع ازمانو

 "اليوم السَّابعُ للحرب"

..

اليوم الأول : 

نظر اللهُ من عُزلتهِ 

إلى هذا الكمِّ الهائلِ من التَّرفِ

من المللِ الفاجعِ 

فتحسَّرَ و تنَفَّسَ 

فكانَ العماءُ

كنّا لم نوجد بعدُ

وكانَ اللهُ يكلِّمُ نفسهُ 

غير آبهٍ بشيءٍ

و قد تراءتِ السماواتُ و الأرضُ 

خرابا عالٍ

كنّا عُميانَ ؛

فلمَ نشهدْ فاجعةَ الخلقِ

..................

اليوم الثاني :

ذبحَ اللهُ حيوانَ الكونِ

و سلخَ جُثَّتهُ 

فارتفعَ الجلدُ الأزرقُ ؛

سماءً

و استوتِ العظامُ المنزوعةُ 

و اللَّحمُ المهترئُ ؛

في طينٍ 

يتخلَّقُ 

كأنَّهُ صباحٌ

كأنَّهُ مساءُ

.....................

اليوم الثالث :

قيلَ للمياه ؛

أن تجتمعَ تحت سَماءٍ

قُربةً مملوءةَ بدمٍ

غمسَ اللهُ أُصبعهُ 

و سحبها 

فتناثرت أيامُ الأسبوعِ 

مرشوشةً بالوحي

و تفصَّدتِ السماءُ 

بحرا

و الدَّمُ

أرضا 

تجري من الشرايينِ

في شكلِ عُشبٍ و شجرٍ مثمرٍ 

و يابسةٍ تتكسَّرُ ،

في بأسٍ من حديد

....................

اليوم الرابع :

مثلما تسقطُ كتِفُ المُحاربِ

في قذيفةٍ

انفجرتْ شمسٌ

من جبينِ الله

مُشرقةً

عرَقا مُنسكِبا

من ليلةٍ عاشقةٍ

و كان القمرُ 

خميلةَ الكونِ بيضاءَ

بينما كواكبُ

تتناقلُ خبرَ العشقِ

في تقافزٍ

يشبهُ نميمةَ نسوةٍ

ملتذَّاتٍ

بالاشاعة

.....................

اليوم الخامس:

اقتلعتِ الملائكةُ أجنحتها 

و رمتْ بها على وجهِ المحيطِ

فتزلزلَ الماءُ 

و خرجتِ الحيتانُ من كلِّ غورٍ سحيقٍ

تلتقِطُ  أجنحةَ مكسورةً

و تطيرُ

حيثُ الأعشاشُ بكرا

و عصافيرُ ما تزالُ دونَ ريشٍ

و لونٍ 

ما تزالُ دون فراخٍ

و قيلَ :

فليكن ثمَّة ؛ روحُ الشاعر

...................

اليوم السادس:

بعد أن خلقَ اللهُ 

روح الشاعرِ

قالَ لباقي الأرواحِ أن تخرج ؛

فخرجتْ من أحشاءِ الله:

الديدانُ و الصراصيرُ و الدينصوراتُ و النمورُ و الأسودُ و أسماكُ القرشِ و العقبانُ و الضباعُ و دببةُ الشمالِ و دببةُ الجنوبِ و ذئابُ الشرقِ و ذئابُ الغربِ و ناطحاتُ القرنِ و ناطحاتُ السَّحابِ وأفاعي الكوبرى وأفاعي الصحراء و تماسيحُ الأمازون و تماسيحُ النيلِ و الضفادعُ سامةً و الذهبُ و الكوكايين و المدافعُ و الطائراتُ حربيةً و القنابلُ عنقوديةً و البراميلُ متفجِّرةً و النّفطُ .....

و الوحوشُ بكاملَ أصنافها ....

.....................

اليوم السابع :

في اليومِ السابعِ 

بعد استراحةِ الله

من خلْقٍ مُتعِبٍ

وفيما لم يكن جاهزا لفعلِ شيءٍ

نظر في المرآةِ 

و قال :

ليكون الانسانُ 

صورتي 

فانكسرتْ مرآةُ الكونِ 

في طينٍ مختلفِ البشرةِ

و تناثرَ زُجاجٌ

في الأصقاعِ 

و كان ثمةَ أنبياءُ 

و شعوبٌ كثرُ

و كان ثمَّةَ اليومُ السابعُ 

أينما ولَّيتَ الوجهَ ،

تراها 

حربا !

.....................

.....

26/07/2015


يبدو أنهُ الانسانُ الأخيرُ
يتجوَّلُ في برزخ الحياة و الموتِ
ما بينَ شهقةِ النَّارِ في تمثالِ آدمَ
و تجمُّدِ الماءِ في رُكبتي ابليسَ
حيثُ الكلِمةُ سِجنُ اللهِ
والعالم
/
هي أسماءٌ سميّتموها
وأرخيتم بملحِ ، ضلالها الطويل
ظِلالكم
على جُرحِ الوجود
/
في نهايةِ المطاف
لن أطوفَ على حِجاركم
لن أطلب شفاعةً
ما دامَ قلبُ إلاهكم
حَجَرُ
/
أحجرُ نفسي
طوال العُطلِ
داخلَ حُجرةِ المكتبةِ
أخرجُ لأجلِ النبيذ و الويسكي
فالأطلسي العظيم صيفا
مدعاةٌ للغثيان
أقرأ و أكتبُ و أطبخُ
صاحبا لسان أبي الشيخ
للتنزُّهِ في مذاقات "الطاجين"
وعائشة
في ثرثرةِ السُّكارى الطويلة
/
أمشي في حَجْري
ما بينَ شمسٍ ذابتْ
ليدفأ قلبي
وقمرٍ شحُبَ
لتتَّقِدا عيناي
في عويلِ الأفول
/
في تلكَ الصرخةِ مجروحةً
التمع جسدي
بشعرٍ كثيفٍ
يضمِّدُ سُرَّةَ عائشةَ
إلى آخرِ
مناحاتِ نجمةٍ
تتوهُ في المدار
/
قيل لي : أني الوحيدُ
من جاءَ إلى العالم في مشفى
و لهذا ، أكرهُ المشافي
قيلَ لي : أني خرجتُ من بطنِ أمي
ثم قيل من رحمها
وأنا الآن ، لا أصدِّقُ
غير أني سقطتُ
من مرحاضِ الحياةِ
وأتمرَّغُ في خرائي
/
تهبطُ عائشة
إلى آخرِ دمعةٍ
من قلبي
وتشعلُ
ليلَ قبري
/
عندما تنتفخُ بطنُ الأرض
بالجثث
تشقُّ عائشة ثوبها
وتخرجني
أبيضَ
من الدَّنس
/
لعمرو عادات أخرى
أن يشربَ صلاة الفجرِ
نعناعَ روحٍ
وأن يمزجَ حزنهُ
بكأسي الطافحة
لحظةَ آذانٍ
/
ربما كنتُ مختلفا ، أُخرجُ سكينةَ الحقيقةِ داميةً ، أذهبُ إلى رُعبِ أفلاكٍ شاهرا ضحكاتِ قُرودٍ ، أضاجعُ حبيبةً بدموعي ، أخلعُ ثيابي في حُجرةِ الدرس ، أخلعُ أسناني و قضيبي أمام طريدةٍ تنتظرُ سلخها
سلِختُ جِلدي ولم أبدِّلهُ
فما زلتُ حيّا لا أسعى
وقدماي تنزلقُ
لا زلتُ أركنُ
إلى كهفِ ألمٍ
تتفتتُّ صخورهُ
فوق قلبي !
.........
.....
21/03/2020

العالم يحتفل بالشعر والسعودية تجلد القصائد و الشعراء
****
"عن الشاعر"
وديع ازمانو
(إلى أشرف فياض مجددا)
............
ولمّا كان الشعرُ ؛ شُرفةَ المستقبلِ
لوَّحت أيادٍ مقطوعةٌ
من خارج الشجرةِ
وترنَّحت رأسٌ ، في انتظارِ إلاهٍ
يشرقُ من خلفِ نصلٍ !
.........
هذه خطواتي تتقدَّمُ في ليلٍ كثيفٍ
وليسَ لي من التجربةِ ، ما أحرسُ به الغابةَ .
تتنصَّلُ مني الأعضاءُ
ويرغمني المستحيلُ ،
على التَّسمية
خطواتي / هجرةٌ
وليسَ لي من اللِّسانِ ، ما يكفي
للقبضِ عليَّ ،
ليسَ لي من النِّسيانِ ، ما يكشفني
متورِّطا في الكلام
..............
هل لنا أن نُرغمَ الآلهةَ ، على المجيئ ؟
ماذا ستقولهُ ، وشاعرها الآنَ ،
ينزفُ على أعتابهِ ؟!
.............
من لهُ بهذا الضِّيقِ يسكنُ الجسدَ
من لهُ بهذا القلقِ ، يتفتَّتُ في الأعضاءِ
قد أقولُ :القصيدةَ ، فسحةُ العالمِ
قد أقولُ: القصيدةَ ، مشنقةُ الكائنِ
قد أقولُ : الخلاصَ ، مهنةُ آلهةِ تستغيثُ !
..............
لا مشائما
لا متفائلا
أحملُ قدري ،
وأمضي
..............
في أزمتي ؛ أنوجدُ
لستُ طامعا في ليلٍ يزولُ
لستُ فرحا بفجرٍ يطلعُ
حسبي ،
هذا الغرق!
..................
النجمةُ التي أبصرتُ فيها ضوئي ،
انطفأتِ اليومَ كدرهمٍ فضيٍّ
في يدِ متسوِّلةٍ
و القصيدةُ التي أشرقت من دمعةٍ ، ليلةَ أمسٍ
نسيتُها .
ياه ! لم يتبقَّ لديَّ غيرُ كأسِ "الفودكا" الأخيرة
لأرى البياض
..............
أنا فقيرٌ و مُفتقرٌ
وأنتَ الغنيُّ عن العالمين
كيفَ لكَ ، أن تدركَ القصيدةَ
سوى خنجرِ قاطعِ طريقٍ ؟!
كيفَ لي ؛ أن أُقدِّم جسدي إليكَ
وهو ممسوسٌ بشرفِ نحرِ الآلهة ؟!
...............
من تلقاءِ نفسي ، يمكنُ لي، أن أحضِّرَ مأدبةً
أدعو لها الآلهةَ القديمة
و الآلهةَ الجديدةَ
أجهِّزُ لهم حفلةَ شواءٍ آدميٍّ
و نبيذا فاخرا من أعتقِ العروق
وأختمُ الجلسةَ ، بقراءةِ قصيدةٍ ،
تدعوهم للمُكوث !
................
علاماتُ الآلهةِ متعدِدةٌ
منها ،
انسحابُ هذا العالم
................
انكسرتُ ، و لا أملكُ في انمحائي
غير تيهٍ أصيلٍ
كيفَ لي ؛ أن أسمِّي
و الاسمُ / لعنتي
كيفَ لي ؛ أن أغذو
والشَّاعرُ ،
يتساءلُ الآنَ : هل بالكلمةِ
سننجو ؟!
..................
ليس "الله" سوى كلمةٍ
و في فضاءِ الكلامِ ، تذوبُ النُّصوصُ
هذا أنا ،لهُ أقربَ من حرفٍ
و هذا أنتم ،لهُ أبعدَ من سيفٍ
................
ليس هناكَ من يبعثُ جثَّة الآلهةِ ،
سوى الشَّاعر
وها هو الآن ،
بيننا يموت
...........
ليسَ الشاعرُ ؛ سوى تنازلُِ الأرضِ
عن حدادِ السَّماء
هناكَ ؛ فجيعتهُ
هنا؛ أثرهُ ينفتحُ
------------



"بعض أحزان الماركيز دو ساد"
..
إلى الشاعر الليبي "علي الربيعي"
في حجره الاضطراري من ثلاث سنوات
..
لم يذكرني
قرنان من الزَّمن
إلى أن صارا لي
قرنان حادّان
يطعنانِ مؤخرة التاريخ
والجغرافيا
في حلبةِ العدمِ ، هذه
/
ابحثوا عنِّي
في بظر زوجاتكم
في شفتينِ بين فخذين
قبل شفتينِ مصنوعتين من الاغواءِ ، أبلهَ
في آهاتِ عشيقاتكم ، يمزِّقنَ لحافَ أسرَّةٍ
ويزرعن أظافرهنَّ في وجوهِ أبناءٍ
ابحثوا عنِّي
في وحشِ غرائزكم ، بلا رقيبٍ
في أحلامِ المخيِّلة
وكوابيسِ الواقع
في مرآةِ استمنائكم
أمام التعاليم
/
صحيحٌ أني فاجرٌ
ولكني ، لم أقد طفلا إلى البريَّةِ
لأسقطهُ في بئرٍ
لم أقد طفلةً في سنواتها تِسعَ
إلى سريرِ النبوَّة
لم أشتهِ امرأة ابني
و لا زوجة جاري
لم أملك امرأةً
أو نكحتُ بلادا
/
كنتُ مجرما في ُسوقهم
سلعة مجانية ، انتهت صلاحيتها
قبلَ أن تُسوَّق
/
كنتُ حرّا
في زنزانةٍ
في مشفى مجانين
في قبري
وبكيتُ كثيرا
من أجلِ مخدعِ زواجٍ
وخُدعةِ وطنٍ
/
تعرَّيتُ لتسوطني جهاتُ
تعرَّيتُ لتلبسني ظلماتُ
تعرَّيتُ لتكونَ أعضائي طازجةً
تلتهمُ حِمم بركانٍ
/
وأخيرا ،
أكونُ الوحشَ الخرافي
يحرسُ
كهفَ سقوطكم
.....
...
26/03/2020

إلى الحبيب قحطان جاسم  Kahttan Jasim
هذه المرة ليس في عزلة و صمت اختيارين ، وإنما في عزلة اضطرارية و في صمت الوجود .
........
حين تُطلِقُ لسانكَ
التفتْ إلى أذْنيكَ
ولتكونا ، طويلتين
حمارا
يُنْصِتُ
للعُشب
/
في العيدِ
البناتُ يلبسنَ الغواية
الفتيانُ يجدِّدونَ المكرَ
الآباءُ مشغولين بالصلاة
الأمهاتُ منصرفاتٍ لاعدادِ فطائرَ
وأنتَ ،
تستيقظُ متأخرا
غريبا
في يُتْمِ الوجودِ
بلا كلِمة
/
لا تتفوه كلِمة واحدةً
دعِ
النَّهرَ
يمر
/
استمع لصمتكَ
كي
تتوقَّفَ
المُصيبة
/
في البدءِ
كان الصَّمتُ
ثم جاءتِ الكلمةُ
نزيفَ عالمٍ
بلا شُريان
/
عندما تنحني أشجارٌ
عندما تُظلِمُ الشمس
ويسودُّ قمرٌ
في وجهك
عندما تضعُ نجمتان
حاجبينِ كثيفين
على صفحةِ الأطلسي
عندما
تأخذُ
فراشة الرُّوح
ألوانها
كًنْ أبيضَ
في قبرك !
.......
...
25/03/2019


كانت عينايَ
تطفحانِ ، مفقوءتانِ في نبيذٍ
كانتِ الرؤية ، أبعدَ ، من ثُقبٍ
في المؤخرة
و عبر بابِ المدينةِ ، موصدا
يعبرُ كلُّ قراصنةِ الليلِ
وزناةُ الظهيرة
/
أعودُ إلى عينيَّ
إلى رموشهما ، أقطفُ
وردة
بعد أخرى
من حقلِ العانةِ
لأحرسَ قلبي
من طلقةٍ في النُّطفة
/
وبعدُ ، جدارٌ يطولُ
نظرتي ، تقودُ
صوبَ أزقَّةٍ ، تضيقُ
ولا عُودَ ثُقابٍ
يشتعلُ
في مرمى العين
/
أدعكُ يديَّ
على خشبةٍ
على فخذيَّ
على نهدي حبيبتي
والظلامُ ،
 نهارٌ ، سرقَ نارا
لينامَ
وسطَ ضجيجٍ
يخبو
/
لم أضف كلمةً ، أخرى
لم أحرق بلهبٍ ، أوهاما كثيرة
لم أترك آلامي ، ينهبها، صليبٌ
لم أنتعل فرسا ، تقودُ
صوبَ سماءٍ أخرى
ولا مددتُ أحزاني ، عصا
تسوطُ على ريحٍ
لم أطلب مغفرةً
وأنا أتسلَّخُ ، من خروجٍ
تاركا نسلي ،
ينمو
في تيهٍ
بلا مسرحيات !
24/03/2021
........

. "عن الصديق "
(مقام خامس)
إلى الصديقين :
الشاعر العراقي  "صلاح فائق"
Salah Faik
الشاعر و المترجم المغربي "عبد النبي حاضر"
Atlas Hader
......
أصدقاءُ
ماتوا
لا زلتُ أرسلُ لهم
تهنئاتِ عيدِ الميلاد
ويرسلونَ لي
قُبَلهم وأشواقهم
/
الصديقُ لا يموتُ
يخترقُ حُجُبا أخرى
لتنفتحَ وردةُ الصداقة
/
ما وراء الدَّم
ما وراءَ الطبيعة
ذكرا و أنثى
تهبُّ عاصفة الضوءِ
وتروي
/
أصدقائي لم يموتوا
ها هم بكلماتهم
يطرقون قبري
ونظراتهم
تضيءُ الحزن
في عيني
/
أيها الغيبُ
افتح سماءكَ
فلي أصدقاءٌ
رسائلهم مشنوقةٌ
في أزرقِ الروح
/
أيها الغيابُ
لا يعنيني مديحكَ الجنائزي
لا يعنيني اسمكَ مستهلكا
و لا أدعوك للحضور
أيها الغياب
خفِّف وطأك قليلا
وكن عضَّةَ كلبٍ مهذَّبٍ
على عضلةِ الحياة
/
أقدِّمُ حياتي
قربانا
لأرى ابتسامة صديق
/
طالما كان أصدقائي
معي
حتى في أشدِّ ظلماتِ العزلة
/
الصداقةُ
وجهي
في مرآةِ روحك
/
الصداقةُ
ملامحي
موشومة على زهرة قلبك
/
الصداقةُ ؛ إرثُ مثالنا
منذورا
لجائحةٍ
افتنانٌ أقصى
و ملاذُ روحٍ
من وصايا
/
الصداقةُ
مشروعُ الحياةِ
لمصالحةِ الحياة
/
بعد الوفاة
أحملُ صخرة
على كتفيَّ
أستضيفُ مخالبَ النِّسرِ العظيم
في كبدي
وشهقة النّار
بعد الوفاةِ
أكون صديقكَ
كلبكَ الوفي
/
أدخِّنُ رئتك الآن
وأزرعُ سجائر
بعددِ القبور
في قلبي
أزرعُ وجهي في مخدَّة النَّومِ
وأسعلُ
كي تضيئني
غيمة دُخانكَ المارقة
/
تمنحنا الصداقةُ حياة أخرى ، وعدَ خلاصٍ ، أمومةً من حليبِ مجرّاتٍ ، مُطلقَ روحٍ في عبورها فاتنا ، تخثرها في دمِ الكون ، سأمها من سياجٍ ، انكفاءها لوردٍ ذابلٍ في مزهرية القلب ، سياحتها في صُلبٍ ، ملامستها لحَجَرٍ ، ولعها بمجانينَ ،
قدحوا الحقيقة  من أنفاسها
وناموا
على
جمرةٍ !
......
...
21/03/2020





اليوم السَّابعُ للحرب و نصوص أخرى للشاعر المغربي وديع ازمانو Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 29 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.