حال و نصوص أخرى للشاعر اليمني سالم مهيم

 **حال


الطل الصامت
الديكة
اليمام ،الميمورا،المورنغا
العصافير التي لا تعرف أسماءها.. !
الغربان الغريبة
الندى الذي يثقب الأرض
الهواجس التي توغل في النفوس
الصمت الذي يغسل الوجود
النخل الذي ينوس متحفزا للقاح
الأمان الموجع
الأسى الذي يكنس الابتسامات
الأسئلة التي تلون العيون
قلة الحيلة التي تصفع الوجوه
الكلاب التي يعضها الجوع
القطط التي تذكرت تنمرها القديم
الأفراح التي تزنرها الفوضى
النوايا الطيبة التي لا تعرف الطريق
البسطاء الذين أفلحوا في مخادعة الفقر
وأهانوا الأوراق التي جفتهم سنينا طويلة
قلة الحيلة
الحيرة المرة
الحرية المصفدة المودعة في زنازين الظلام
السلام المعفر بالذل
الآباء يتنصلون من أبنائهم
الأبناء يرفضون الأبوة المغموسة في الخوف والقلق
أشباح الخراب أكلت كل شيء
الأمس يولم الغد للضياع
ومساعير النار لا يحبون سوى الطبول الجوفاء
أما الشعث فقد أدمنوا الإذعان
واستعذبوا شراب الخنوع
وتقبيل الدمى
والاحتماء بالصمت
الاشتباك اليومي بين نظرتين
والاصطلاء بجحيم الغطرسة
والارتماء في أحضان الوهن
الليالي المطرزة بالهواجس والريح والظلام والخوف
الصباحات المرهونة في يد العطالة
الخراب الذي يتفشى في كل شيء
الانتظار المتأجج في الصدور
الأولياء المطمورون بالتراب والإهمال
الجنون الذي يرفض الإنزواء
الأحقاد التي ينبغي لها الخمود
كي يطل الغد وتعبر الآمال....!!!
        ------------------

**فتاة الخامسة عشر

الفتاة التي تصعد في عجلة سلم الخامسة عشر,
وتوزع نفسها على القرآن و الشعر...!
تكتوي بنار اليتم
تركض دون ان تفتح عينيها إلى حدائق المودة،التي لا تعرف بابا لها....!!
الفتاة التي تضيق ذرعا بسمرتها
وتصادق الحناء والكركم
الفتاة التي تنزلق في غفلة من أبيها إلى دوامة الكذب البريء...!
و الأقنعة غير المتقنة
والكلمات القزحية
تضع قبعةخضراء على رأسها
وتتطلع نحو الشهرة في لهفة
تنذر _دون_تعقل أن تسير حافية
إذا تحررت بلدتها من أغلال الحرب
و تلصق اللصوصية بأخيها بلا خجل
من الله٫ الذي سوف يسامحها على هذه الفعلة غير المقصودة.
الفتاة التي تواعد السراب
وترسل صورها للريح...!
وتشكوا متاعبها للغيوم البعيدة
تصطاد الكلمات بيسر
لتثير غيرة صديقاتها وإخوتها...!
وترفض الإنزواء خلف النقاب
لأن البراءة تغطي وجهها...!!
لكن خطواتها يشوبها القلق
والتردد يقيد أحلامها
تستند على ثقة أبيها الطوباوي
لتتحدى مشاكسة أخيها المتنمر
ككل فصامي الشرق
الذين يلبسون الجنر
ويغازلون الفتيات
ولا يتزوجون سوى الأميات...!
ويفكرون كظلاميين بامتياز...!
لكنها كمثيلاتها الواقعات في حبائل
الإنغلاق اللامرئي٫ لاتمتلك النظرات البعيدة٫ وفي المحصلة...
ترى اللجوء إلى بيت خاص خلاصها
و هنا ترتبك أفكارها
و تتعثر أحلامها
و يصبح سنها الصغير مشرئبا
نحو فارس متعجل
والإنطفاء البائس في صمت...!!
           ------------------

## ...إلاك!!؟

إلى المناضل التهامي العميد علي هندي
الحرية جزء أصيل من الكينونة الإنسانية
وأي مساس بها هو خروج عن حق جوهري من حقوقه

كل الظاهرين بهذا المشهد الدموية
باعوا...واشتروا بالدم!!!
إلاك
كنت وماتزال
كالبحر و الشطآن و النخل
مثل السهل مكشوفا و شفافا
وعار أمام الله و الناس
بأخلاقك السهلة
 و أوجاعك التي بدأت ببدء الحلقة...!!

كل الظاهرين بقلب المشهد الدموي
نالوا ما اشتهوا بالدم
ولم تنل شيئا...!!!
أيها السهلي
نخلك المحروق
بحرك المنهوب
سهلك المغلوب
لم تنل شيئا
سوى التدجين و القهر...!!
رغم المواجع و الدم المسكوب

عبث هي الحرب
التي تأتيك
من كل الجهات
ولا يد فيها
عبث هي الحرب التي تشويك
تلتهمك
أي عبث...!!!
  -------------------

** موت أليق به

أهتفك في هذه المسافات الشاسعة من الوجع واللاجدوى
والأمل الخائب خلف صحاري الخراب التي تمتد
أمسكني وئيدا حتى لا أقع فريسة الظلمات
لا أشاهدني على مرآة البحر
لا أجدني في حديدتي التي أعرفها
اتساءل والقلق يسري في أعماقي
-أين أنا....!؟
لا سلام يضمخ الدروب
ولافل يسكر الإحساس
ولا وزبة تدهش الروح
فقط مدججون بالموت
يمرقون فوق متن الريح
يوزعون رايات الرعب في أركانها
ويسمدون الأرض بالبشر
لتبدوا الحياة في أعينهم أكثر رونقا
لا. لست في الحديدة التي أعرفها!
الغربان تسرح في سمائها
والوحشة تفترش الشوارع والأرصفة
والكآبة تمد ظلالها على الليل والنهار
سأهتفك يا طبيبة الروح
في هشاشتي المستبدة
في قلقي المستشري
في وهني الذي لا يفارقني
سأذكرك في سديم حيرتي
لم أعد صالحا للأحلام
أو الفرح
للدهشة أو المغامرة
للتكلس أو التجريب
فقط للأسى واللاجدوى
فقط لمراقبة مواكب الخراب
وجرذان الموت
وسقوط الآمال
سأرميني في دوامات الصمت
و زنزانة الفراغ
واغمض عيني
على موت أليق به
      -----------


**نوم....!!!


سنكسر التفاعيل وننام على الوطن الجريح
سنقمع الاحلام ونسقي حدائق الساسة المخادعين
سيأكلون تفاحة الوطن ونتعهد بالحفاظ على جوع اطفالنا
سنهجر الطموحات التي تزعجهم ونرتاد بر السلامة
سنبيع أيامنا للفراغ ونتركهم يملؤنها بوعودهم
سننحاز إلى البساطة ونتركهم يعقدون الحياة بمعرفتهم
سنحب بأرواحنا لكن سندعهم يحتكرونه
سنغيضهم باستسلامنا لأبواقهم
وسنضع القطن على قلوبنا سنترك شاشات القنوات الوطنية يسرحون فيها كما يشاءون
ونشاهد العاب بكين وراقصات الباليه وحين نتعب من غفلتنا سنودع يقظتنا في البرادة
لن نلوم من يتحدثون باسمنا
ولا من يلعنون صمتنا
سننام بهدوء ونتركهم يشعلون الحرائق باسمنا وسنصفق لهم كثيرا
سننام على وطن جريح ونصحو عليه
           -----------------'

**هل يطل مشهد جديد..؟

يد تنادي أختها لكي تعود
وقدم للوصل تدعو ساقها
طيورٌ فقدت ذاكرة التحليق
شوارعٌ نسيت أسماءها والعابرين
سويلٌ أمريكيٌ  يكتسح الأزقة
أشجارُ نخلٍ أسلمت أنفاسها
أبواب بيوتٍ تعابثها الريح
الخراب يفرض... سطوته
أشباحٌ تمرق عبر الجدران
أرواح تشتكي اغترابها للصمت
دواوينٌ تشرع أبوابها أمام الفراغ
غبارٌ سئم المكوث في الأرفف
أرضة تشتكي التخمة
عناكب تستنزف
 مدخراتها من الخيوط
لإقامة الكمائن للاشيء
الحدآت التي
لم تعد تلوح من سنين
آبت من هجرتها الطويلة
هطولاتٌ مطريةٌ رجعت إليها فتوتها ..
فاختطت جروفاً وأخادير
عثرت على مستجثاتٍ عتيقةٍ
وشتقت دروباً
لعظاياتٍ وسحالي غابرة

لقىً وفخاريات
أطلت من دهاليز دهورٍ منسيةٍ
أصواتُ إنسلت من صناديق
حكاياتٍ ليليةٍ
وعانقت أضواء الشمس

لاخيول تؤنس البيوت ....!!
لارسام يدوَّن لحظة الغرابه
لا شاعر يفلسف الأطلال
لاحياة تبعث الحياة في....!!
لازلزال يُغيرُ الكائن
نحو ممكن جديد..

دوامةٌ...
أفق انتظار
خُطىً أليفةٌ

هل يُطلُ مشهدٌ جديد...؟
      ----------------

#ممارسة

ستمارس الإنشغال وتكف عن القراءة
سترى شحرور عاديا
وأركون أركيولوجيا عميقاً طوباويا في صحراء قاحلة
والجابري والطرابيشي تكراران مرهقان
وحنفي سطحيا وتلفيقيا
وعمارة لاهوتي ببدلة غربية
سترى الأصوات وصداها
الليبرالية الجوفاء المفصلة لنا
والإسلامويه المشهرة اسم الله
الصاعدة فوق سلم الجماهير التواقة للحرية والعدل
ستمارس الغياب حتى لاترى غياب العقل
ستدمن الإنطواء بعيدا عن السقوط في هاوية الجنون العقيم
لن تعود كما كنت... كل الأحلام تهاوت
حتى الكتاب يقود للغياب
الكارثة تفرض سلطتها
وانت حبيس  وهنك
الفشل يمد ظله الأسود على كل شىء
الحنفاء_يخربون بيوتهم_
ويبتهجون للغد القادم في حلل حمراء
أما لهذا '' ''''''من آخر
        ---------------


المرأة الهامشيه التي غدت مصباحا 


البيت استوطنه الخواء 

واستسلم إلى احضان الموات والصمت

تراقب الأسقف المغبرة 

والأرفف المكتضة بالوحشة 

والساعه الواقفة دون حراك !!

السأم يفترش الأسِرَّة 

والملل يصدح فيه

والهدوء المريب يتمشى دون قلق

الفتيان يطاردون النشوة خارجا 

والفتاة تذعن لأصابع النوم التي تغمض عينيها

تظل وحيدا تتداولك الهواجس 

ويصرخ في أعماقك جوع فاحش 

وتركض الوحشة امام ناظريك 

حتى الفضاء الأزرق لا يملأ فراغك 

وضوء اللمبة المرهقة لا يسمح لك

أن تأوي إلى كتاب 

والظلام المتربص، طفل الحديدة المدلل لا يغادر أحضانها ليلةً واحدة ،

والرطوبة المتوحشة تسمم الهواء 

وثوار الغفلة يدبجون المدائح للسقوط 

في هاوية الأفكار العقيمة 

وسبتمبر الذي كان سلماً للصعود 

أصبح بئراً للسقوط إلى عهود القهر

سأقول بكل صراحةٍ:البيت بدون الخطى الأنثوية قبر

وحضورك أيتها المرأة التي تحاول

أخذ ركنٍ لها، أصبح لا بد منه

كنت أقول سيكون طارئاً هامشياً 

ولكن هيهات...!! 

حين ذهبت عرَّش عنكبوت السأم

في كل مكان

وها أنذا أتلمس الفراغ حولي

وأشعر بالمسغبة

وحيداً، لا شيء يملأ وقتي...!! 

 لا تضيء ابتسامتُكِ ليلي

ولا تطرد حماقاتُكِ الصغيرةُ المللَ من نهاري

لا أيدٍ تنازعني قات العشية

ولا فراش دافئ يجابه أحزاني

فقط صمت يذرع أيامي

وغثاءٌ يفتتح صباحاتي

الآن سأقول:طال غيابك

لاقدرة لي أن أعيش بدونك

أيتها المرأة الهامشية

التي غدت مصباح بيتي في هذا الليل الدامس...!!



حال و نصوص أخرى للشاعر اليمني سالم مهيم Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 29 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.