لا احد...محمد زادة / سوريا
/ لا أحد /
لا أحد سيدلُّكِ على قبري
والقبر الذي ستبكين عليه
هو لبدوي قُتل بالخطأ
في حادثة ثأرٍ قديم
قلت لا أحد
لا شهادة وفاة توضح المكان
ولا صديق ليقول لك ِ
ماذا قلت في سري
وعن صورة من كنتُ أبحث
قبل الموت بلحظات
ستقول امراة خمسينية
رأيته يقفز إلى النهر في ليلة ماطرة
كان وحيداً ..
كالمطر اختفى في الماء
وسيقول سائحٌ عابر
رأيته يتسلق جبال الثلج إلى أن اختفى
في البياض
ستقول جارتي التركية
لم نره منذ شهور
لكن مصباح غرفته كان يضيء لوحده
في بعض المساءات الباردة
سيقول النادل في البار الاسباني
كان هادئاً يقرأ الشعر عن داليا
كان يشرب كحصان ويغادر كغراب
وستقول طفلتي
إحدى عادات أبي هي الاختفاء
سيقول جندي عائد
كان معنا في الخندق
يقاتل الهواء
ويقرأ جريدته فوق الدبابة
والمضيفة في شركة الطيران
ستقول : كان معنا على الرحلة
لكنه اختفى في زحام المغادرين
قلت لا أحد
لا شرطي سيطرق بابك وبيده كيس
محفظتي وهاتفي والقبعة
لا مجلس عزاء يقص على الحضور
محاسني
ومساوئ حياتي القصيرة
لا نسوة يجهزن الطعام في حِللٍ كبيرة
لا أطفال يوزعون السجائر على المشيعين
ولا خِراف ستذبح
ستظلين هكذا تبحثين عن ميت
لا أحد يعرف متى وأين مات
آخر ظهورٍ يشير إلى ما قبل عام
هاتفه مغلق
وعربته كانت مركونة على الطريق السريع
إلى أن أخذتها البلدية
و آخر صورة نشرت في حسابه
كانت سيلفي مع الغياب
قلت لا أحد
سيستطيع أن يقول لك
متى .... وكيف ...
سيقولون فقط بأنهم
رأوني أمضي وحدي
بعد كل سنوات الحب
فقالوا في سرِّهم
إنه يموت .
.........
لا تدوين لهذا العمر
٢٠١٦
ليست هناك تعليقات: