بيت الكذب ، فارغ مني....عتيق مباركي / المغرب

 • بيت الكذب ، فارغ مني


لو عرف حقاً ، آدم معنى البؤس..

ما كان ليقذف المياه كلها..

باللون الأزرق ..

سيوران ، ضبط الأمور بشكل جيد..

و لم نفعل بعد ، سلع روحية عالقة..

في ما هو أبيض و أحمر ، نحو الهاوية جميعاً..

نحلم أن نطير ، قلنا تباً للحبل ! ..


ربما كان سعيداً حينها..

لأنه عاش في الجنة ، للحظات..

كان أسمى من الماء و التربة..

رأى فيها دار الله ، و شم ريحتها ..

و مطر العجماء..

ثم وقع منها بعد لوسيفر..

مرتجف الروح ، مستقر القلب..

بجسد خالٍ من تجليات ، النظام المثالي..

أفلاطون ، أفقر عمال المصنع..

صدقني ، لقد مات راضٍ عن الوضع..

و لن نفعل ، نؤمن بالتغيير الطفيف..

للنظام الكوني ، دفعة واحدة ..


الأصدقاء رؤوس مربعة ، لم يفهوا خيمياء..

العهد الجديد جيداً..

كيف وقع في العالم أحدهم ، فجلب الألم معه..

بينما الآخر فكر في نفسه ، بألم ، غير شخصي..

أعتقد أن لوسيفر ، البائس..

تحمل ما لم يتحمله آدم السعيد..

و لا أعتقد أن كلماتي قد تساعده..

على أن يرتاح نفسياً..

هو ليس إنسانا في الأخير..


هو عابث ، كلانا استحمر نفسه عبثاً..

سحقاً للمكان النهائي ..

الذي سيتم فيه تطهيرنا..

إن العودة للحياة ، لهي الفكرة الأسوء ..

بالنسبة لنا، أعظم خوف ، مخاوف..

من ينظرون إلى الأديان ، بشكل سطحي..

العكس تماما  ، قد أناقض إداعاءاتي غداً..

أو بعد عشر دقائق ، قد أموت منعزلا..


أجل لا أحد يعرف ما تحت رأسي..

أنا أحمل ثاني أسوء خطيئة..

لا أعتقد أني أستحق أن أذبح..

ألقي بي في عدمه..

لوسيفر فيلسوف منطقي ، يبدو لي الأمر هكذا..

أني معه ، من جهة الكبرياء ! ..

أن آدم نبي ، بكر العقل ..

مختار ، غير كامل الأهلية..

تم إختياره ليقدم لنا صورة أدبية..

دينية بدلا عن شخص آخر ..


لا أدري لما لم يجمعنا جميعا..

في كون واحد ! ..

أو ليته جمعنا معاً..

تحت خيمة الإجتماع أو على الأقل..

في مقهى مطل ، على البحر الميت..

كان ليعجبني الأمر..

لو أخد بآرائنا ، احترم انسانيتنا..

لو كان يهمه عالمنا " الحيونساني" فعلا..

لو وجد لنا حلا آخر ، غير انتظار الجنة..

مسألة مسلية ، تغنينا عن رواياتهم المجنونة ..

أكاذيبهم التي لا تروق لي..

يروقني العيش في الليمبو..

لأن لا شيء يعجبني ، منهما..

(الجنة ، النار)


يؤرقني التفكير كثيرا ، في جوهري الحقيقي..

في ذاتي ، ذات الشخص مرتين ، إلى ألف مرة ! ..

في اليوم ، أفكر فيك..

بلا معنى ،  أن تأتي بي إلى دار الحزن..

ثم أموت قهراً ، بحثاً عن السعادة..

عنها ، في أرض الشقاء.. 

دون وفرة المواد ، الدعم الديني ..


أعتقد دائما ، أن هناك خطأ في النص..

و شيء ناقص في عقلي ، فل تدعمني بالحب إذا..

فل يدعمنا أحد بجوارحه ..

و إلا سأعود إليها فارغ القلب..

متمما النواقص ، بالخطايا السبع ..


الجنس ، أرتاح له.. 

الولادة ما هي بؤس..

صراع مع الفناء..

الوجود حالة ، بلا معنى..

ضلت طريقها ، فعانقتنا و اللعنة..

الموت ، دلالة على قدرة الكائن الأول..

في الحسم ، في اعطاء معنى..

لقذارة الوجودية ، عاهرة متمكنة..


لأنهم خلقوا هكذا ، خطاة..

لن يصبحوا صالحين ببساطة ، تفسير كتابك..

قطعا ، لم ننجح في تفسيرك ..

لن ننجح جميعنا في اقناعك..

في إصلاحنا نفسيا ، على الأقل..


منطقيا ، منطقياً لا يلزمنا ..

أن نعطي للأمور التي تنافي عقولنا..

تقليداً ، تلويناً ، تنويراً مظلما..

إيماناً قد لا يكون طوق النجاة الوحيد..

الأعمال ، قد تفعل المستحيل..

الآمال القديمة ، الجديدة كلها..

موجعة كثيراً ، كالموت لادينياً..

لا منتمي لأي أحد لا يسلي عنك..

لا يسعى لتخليص روحك من الفوضى..

من كل شيء هو ألم ، على حق..


إن الجنة لن تخصب أحلامي..

النار قد تفتت أزمتي الوجودية..

أريد ألا أعيش مرة أخرى حياة..

أريد أن أختفي نهائياً..

لا أتطلع لرؤية شيء ، هو الله أحد..

أو أي من ما أحببته مرتين ثم استمر في الكذب..


أحدهم سيرحم ، أحدهم سيعذب ..

الجحيم رحمة عذبونا في الأرض..

المعذبون في الأرض فعلا..

متسامح مع الخالق ..

و لا أريد رؤيته ..

أريد أن أرى أمي مرة..

و أختفي إلى الأبد..

أريدني عدم ..


لقد عرفت المحنة جيداً..

صعدت من قعر الجحيم..

فلما قد أعود للجنة..

لا أريد هذا النوع من التقسيم..

من النهايات غير عميقة..

أريد أن يتم توضيح أفكاري..

إستقبالها ، استقلابها بشكل جيد..

من قبلك ، ثم اشرحني للعالم من بعد موتي..

عدا هذا شكرا لكم جميعاً ، كم كنتم كلاباً ..

و لا بأس ، هي مهمتي الدينية في الأخير..

أن أميل لقول الحق ، أن يكذب علي..

أن أساعد ، لا يسعفني أحد..

أن أحب و اترك  ، كمسرحية لم ينهيها شكسبير..

انهي اليوم جميع روابطي بالعالم..

يا إما أن تنهي  ، أم تنتهي..

انهي نفسك  ، بلا عاطفة..

قبل أن ينهيك أحمق ،  بدوقات من الجحيم..

 " البارد "

#العقرب


بيت الكذب ، فارغ مني....عتيق مباركي / المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.