من موسى القصيدة لسحرة الشعر..إلهام عرابي / مصر

 من موسى القصيدة

لسحرة الشعر

*********************

لمن أغراهم خنوعنا

فنصّبوا أنفسهم علينا آلهه

خفّفوا الوطء

عن اقواس ظهورنا ما عاد بالعمر وتر  ،

لا تطفئوا الباقي من ضحكات اللّيل،

حتى لا تجهز الوحشة على براءة الصغار

لا تسحقوا كسرة الفقر

كي لا يجبر على خيار محظور

لا تقصفوا اعمار  الشجر

على أرصفة الدّراويش،

فتصيبكم لعنة القيظ

لا تعتلوا أكتافا كسيحة،

لاترقصوا على اجساد ذبيحة

اخفضوا أصواتكم

فهناك  في كهوف الظّلام

تغفوا عيون مؤرقة

على مشارف الهلاك

أو في بدروم يراود ضيقه المرض

و نمل شريد يشتكي مظلمته تحت الأقدام.

ماذا يضيركم لو أنّكم تركتم نوافذ الهواء 

مشرّعة أمام الأنوف؟ !

دعوا السّلام يعانق الكفوف،

اخفضوا صهيل القهر:

فهناك من يختبؤون بين قضبان القطارات وتحت عجلاته،

للغول الذي يروع السكينة

ويسلب النّوم المطارد

ويخطف القوت والأنفاس !

أعطونا الأمان ولو مرة

اتركوا لنا قرار المنتهى وارحلوا

وأمنية أخيرة بأن لا تمشوا خلف نعوشنا المستجيرة.

للذين يدّعون أنّهم ملائكة

وتتطاير من أفواههم الضغينة

فتتبرّأ أجنحتكم من التحليق..

للذين استحوذوا على بضائع العظمة؛

الدّنيا سوق؛ بيع وشراء؛ 

غدا ستبخسون قدوركم ونحن سنغتنم الغلاء

أيّها الشّعراء،

أغوتنا شياطيننا المتمردة

و من وراء الحجرات

سولت لأحاديثنا السّمجة

منصّة جهر

ومقاعد صدق في محافلكم الغرّاء

فهل لحلم بائس من أحلامنا التعيسة

أن يفوز بالجائزة الكبرى

 بمنشيت عريض

بلقب يجمل ندوب السطور

ومنصب يضمد نزيف الكلمات

في جرائدكم العصماء

دون خطوط حمراء؟ !..