هل ينبتُ شِعرٌ من شِعْرٍ ...سرجون كرم /لبنان
هل ينبتُ شِعرٌ من شِعْرٍ
أو حرفٌ من قصيدةٍ صمدٍ ويدّعي أنّه ابنها؟
كمّي السماءُ وذراعي وَدَقٌ
لا يدري أين يندلِقُ،
فلا العربُ هنا كانوا عربًا
ولا أبناء فرديناند وإيزابيلا كانوا الغرباء.
أعبر هذي البلاد ريحًا مسمومةً ووتر قيثارة
يخال الهواء ملموسًا يمسكه من طرفيه،
وأنت كشهرزاد في صباحاتها
لا تنطقين برأي
حين أركض خلف ابن رشد في أزقّة قرطبة وبين عواميد مسجدها
أصرخ فيه:
"هم المسلمون – أيّها التعيسُ – الذين أحرقوك.
هم المسلمون أهلك – أيّها البائس – الذين أحرقوا أنفسهم
قبل أن يحرقوك،
وانتهوا في غرناطة
باعة للبهار والقماش
على أرصفة الطرقات".
اتركيني أدفن أساطيري
على رجاء الجحيم، يا ماروشكا،
فكلّ ماضٍ يريد أن يصبح حاضرًا
سيفترس عينيّ في المستقبل
ولا عكّاز لي سواك في هذه الأرض
التي تبتسم وجوهها لي ولا أراها
لأنّي متيّم بك،
فاتركيني بلا ماضٍ أراكِ
لأنّ أندلسَ الشعرِ لم تكن
سوى غشاوة المنفى على عيون الشعراء.
أمّا الأندلس...
أقول لك:
وحده المشتعل الشَّعرِ شيبًا
زكريّا محمّد
لم يرفعْ عينَه عن فلسطين القصيدة،
ولم يغادرْ فلسطين
إلا إلى السماءْ.
ليست هناك تعليقات: