في حياةٍ سابقة ...أفين حمو / سوريا

 في حياةٍ سابقة 

كنتُ زهرةً بتولا قبل أن يبلغَ خِنزيرٌ جدائلي بالعراء 

التقطت غباره الملتهب ببطء ، لأمنحَ الأرضَ أختام الليل 

و خطواتِ الرّماد ، و هي تتدحرجُ 

لملاقاة الصّباح 


.


أنكيدو 

ستمرُّ وحيدًا على أطرافِ أصابعَك بين قصائدي 

لتدركَ مُتأخّرًا كم كنتُ شغوفةً بخوفِ الغزالات 

و شرودِها الغامض 

و

كم كنتُ أعلمُ أن الضوءَ سليلُ التائهين 

لكنني كنتُ عاشقةً   للمساء قبل أن يحلَّ الصباحُ

أعودُ مُتعبةً  لأحضانك كي أنامَ مثقلة بإرثك 

و زعفران الليل 


.


لم أُتقن نشيدَ الأرضِ 

كنتُ ألجأُ إليك و أقولُ :

 " الحياة غير عادلة "

نشيدها مضنٍ كمذنب ينثرُ أملاحه  

على أرغفتنا 


.


يا قلبي استكن قليلًا 

و فاجئ المحظوظين في مخدعك كما يدبُّ الليلُ ، واقفًا على قوائمه ، حتى يحيي بروقًا في ذروةِ البعثِ ، حاول أن تسد ثقب الفاجعة  بيديك أو بانصهار الحديد 

و أجهشُ بالبُكاءِ


.


أجهش ُ 

 كي يتنفّسَ جسدي المتوهج

و يعود كما كان صلصالا رخوا على دولاب الغيب

 يدورُ في تجلّيات الروحِ ، و يحنُّ للمسِ 

خيوط يديك


.


في حياةٍ سابقة ...أفين حمو / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.