لا مواعيد محددة للبكاء بقلم هيثم الأمين تونس



لا مواعيد محددة للبكاء
و ياسمينة بيتنا
لا تُزهر في آذار!
البارحة،
كلّ الكلاب السائبة في قريتنا
مارست طقوسها السريّة عند نافذة غرفتي
و تحت سريري في أحلامي
و كلّ المحاربين الذين مرّوا بقريتنا
كانوا غُزاة
قطفوا كلّ الرؤوس التي جففتها الشمس و ملح البحر
و عادوا إلى أوطانهم حاملين رؤوسنا تذكاراتْ
و نحن
و في غمرة ضحك مجنون
انفجرنا بالبكاء.
لا مواعيد محدّدة للبكاء
يتسرّب، علنا، من وجه مكشوف
و نحن نحاول الثبات واقفين في حافلة مزدحمة
أو خلسة
بيننا و بيننا
و نحن نركض خلف نصّ مبتور الأطراف
في ركن مقهى
و قد يباغتنا و نحن نيام على نهد حلمْ.
لا مواعيد محددة للبكاء
و كرجل عتيق جدا،
تضرب جذوري في عمق الزّاوية،
قد يبكيني احتراق السيجارة بين أصابعي الهشّة
بينما، لا تبكيني هشاشة العظام
قد أبكي دون وجع واضح
و لا أبكي عندما تنخرني كلّ أسباب الحزن
و قد أبكي، فقط، لأنّي رجل عتيق جدا
و أوراقي تحتاج لحبيبات النّدى.
لا مواعيد مؤكّدة للبكاء
قد لا ينتصب عاريا في جنازة
و يأتي في ثوب ابتسامة في حفل زفاف ابنتي التي لم أنجبها
قد لا يأتي البكاء حين نحتاج للبكاء
بينما يأتي و نحن نقفز على رجل فرح واحدة!
و لأنّه لا مواعيد مؤكّدة للبكاء
أكتب نصّا حزينا
كلّما عجزتُ عن البكاء.
لا مواعيد محددة للبكاء بقلم هيثم الأمين تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 12 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.