رسالة بقلم زكريا شيخ أحمد سوريا
رسالة
إلى كل من يكرهني و لا يحبني .
بماذا ستشعر
إن جاءك من يقول لك اني مت قبل ساعة ؟
هل ستفرح لموتي
و تحمد السماء لأنها أخذتني و اراحتك مني ؟
قل لي شعورك أيها الذي لا تحبني؟
هل ستصاب بالحزن و تندم لأنك كنت لا تحبني ؟
هل ستتمنى ان تحضر جنازتي
و تشارك في تشييعي
و تتقدم لعائلتي بواجب العزاء وتتظاهر بأنك حزين؟
و تتكلم عن بعض مناقبي في مجلس العزاء ؟
قل لي ماذا ستفعل؟
هل ستضع وجها حزينا أو إعجابا على صورتي
التي سينشرها اولادي في صفحاتهم الفيسبوكية
و تكتب تعليقا و تقول الله يرحمه و يجعل مثواه الجنة؟
ام انك ستمر دون وضع لايك
و تعتبر نفسك لم تشاهد صورتي في صفحاتهم ؟
اعتذر منك لكثرة أسئلتي و طول أسئلتي
و اعتذر منك لان رسالتي طالت بعض الشيء .
و لكن اعتبرني مقبل على الموت
و اريد ان اعرف شعورك كطلب أخير .
اليس هذا ما بمنحونه للمحكومين بالإعدام؟
حسنا انا لم أمت بعد
ماذا لو جاءك من يخبرك أيها الذي لا تحبني
اني مصاب بداء مميت كالسرطان مثلا
و لا امل في شفائي
و اني لن اعيش اكثر من شهرين؟
بماذا ستشعر هل ستصاب بالحزن ام بالفرح ؟
هل ستزورني و ترفع معنوياتي
و تحاول ان تزرع في قلبي املا كاذبا بالعيش؟
و تضع لايكا على صورتي في الفيس بوك مثلا ؟
ام انك لن تزورني؟
و تنتظر موتي بفارغ الصبر ؟
قل لي ماذا ستفعل؟
أعرف أنك لن تتكلم و لن تخبرني
و قد تجد رسالتي طويلة و لا تقرأها .
و قد تكون ضغطت على زر عدم المتابعة في الفيس بوك
و لن تتمكن من قراءة رسالتي
و لكن من يدري ربما بطريقة ما تجد رسالتي .
ماذا لو انعكست الآية؟
و مت انت قبل ساعة
أو اصابك مرض مميت كالسرطان مثلا
و بقي لرحيلك شهران؟
هل سينقلب كرهك لي لحب ؟
ام انك ستمضي و انت تكرهني و تقول في نفسك لماذا أصابني المرض و لم يصبه ؟
هل تريد أن تعرف شعوري
إن مت أو اصابك مرض مميت؟
سأحزن عليك من قلبي و اسامحك
و اطلب من السماء مسامحتك .
لن اكرهك ابدا
فأنا دائما اشفق عليك
و اريد ان أعلمك اني لم اكره أحدا و لا اكره أحدا .
فانا لا اكره أحدا غير الطغاة .
رسالة بقلم زكريا شيخ أحمد سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
12 مارس
Rating:

ليست هناك تعليقات: