سوريا تبكي بقلم إلفيرا كويوفيتش ألمانيا
سوريا تبكي
لو كنتُ نسراً
لحملني جناحاي الشاسعان الشاسعان إلى هناك
حيث لا أحد يريدُ الذهاب.
هناك، حيث كلّ صبح مظلمٌ كمساء
حيث يقتلُ الإنسانُ أخاه..آهٍ أيها الإنسان
هناك.. حيث يفيض الدمع كنهر
هناك.. حيث الدماء أكثر احمراراً مما هي
هناك.. حيث يبكي الطفل أباه
وتبكي الأم ولدها
حيث يبكي الحكيمُ الحقيقة
ولا يعيش أحدٌ بسلام
ولا بمزاجٍ جيد.
زهور دمشقَ لم تعد تنشرُ العبير
ولم يعد عشاقها يتنهدون حباً،
هناك حيث صمتت بوابة باب توما وتحطمت.
هناك حيث ما إن يلتقي الناسُ ببعضهم، حتى يقعوا في الحب.
ولكن ما من أحد
فقد اختفى الجميع ...كلهم ماتوا
لم يعد أحدٌ يلتقي أحداً في أي مكان
لا في الجامعِ
ولا حتى في الكنيسة كي يصلّوا.
هناك سحقَ كبرياء الإنسان
ولم يُجرح أحد.
هناك عيونٌ رمادية جميلة دفنت في الطين.
لكني أود الذهاب إلى هناك
لأعبر شارعاً خالياً
لأمشي هناك وأغني أغنيات الحب والصلوات
رجاءً لا تقتلوا بعضكم
رجاءً لا تقتلونا أكثر من ذلك.
أرجوك عد للبيت يا صغيري
فدونك يموتُ قلبُ أمّك.
لا وجود لزهور بلا أشواك،
وعليك أن تعرفَ أنه من الأفضل لك أن تموت
على عتبتك
وأنت تمسك يد المحبوب
من أن تموت في أرضٍ غريبة
سوريا تبكي وترجوكم: عودوا إليّ
فدون أطفالي ...يؤلمني قلبي
قصيدة ترجمت لإثنتي عشرة لغة
سوريا تبكي بقلم إلفيرا كويوفيتش ألمانيا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
18 مارس
Rating:
ليست هناك تعليقات: