لأنّك لستَ لي بقلم بسما أمير سوريا
لِأنّك لستَ لي
أمنحُ ظلّي للغابة
أقصّ خيطَهُ العالقَ بثوبي
وأطلقُه للريح
لاحقاً
سأكتشفُ هشاشتي
حين أعصبُ عيني وأطارد الظّلال
ولِأنّك لستَ لي
أصاحبُ الليل
أتوغلُ في عمقه وصولاً
إلى نسغهِ الكاملِ
وهناك حيثُ
أتركُه يمسحُ عتمتَه بصدري
ويمضغُ وحدتي بألوان حزنه
سأشربُ نخبَكَ
وأنا أخبرهُ عن عناوينك التّائهة
وأقدامِك المُبللة بالمنافي
ولِأنّني امرأة تجيدُ الصّمت
سأحتفظُ بدهشةِ تفاصيلٍ غريبة
ولحظاتٍ لا تذوب
ولِأنّك لستَ هنا
أستسلمُ لكوابيسِ المدينة
تمتدُ أصابعها ككلاب بوليسية مدرّبة
تنتزعُ اعترافاتِ طمي الشوّارعِ ، وبردِ الأرصفة
و لِأنّ أصابعي لم تعد تكفي لعدّ أوجاع
المصابيح المهشّمة في سمائي وفي سماء مدينتي ،،
أفكرُ في جدوى الأفلامِ الهنديّة
أيّها العالمُ البغيضُ
دعْ لي شمعتي وارحلْ بما لديك من مصابيح
دع لي كسرةَ خبزٍ بحجمِ كفي
وخذْ قمح الحقول
ولكن لا تجعلْني أتقيَأُ روائح أحلامي
ولا حتى كوابيسي المرتبكة
سأقولُ في التّحقيقِ أن لا دخلَ لي بأضغاثي
وسأعترفُ أنّك لستَ منها
كتبي في رأسي
والأغنيات على شفتي ،، وفي جيبي
صورتُك وجوازُ السّفر
ولِأن عرضَ مسرحيتي لا يناسب جمهور المتملقين سأطلبُ رفعَ السّتار
دون أن انتظرَ التّصفيق
لأنّك لستَ لي بقلم بسما أمير سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
01 مارس
Rating:

ليست هناك تعليقات: