كان علي بقلم حواء فاعور سوريا

كان علي أن أبحث عن بيتي وأنا أتأمل الأرض من نافذة طائرة ..
ليشير أحدهم إلي ويقول : شاعرة
ولأني لست أسعى لأن أكون ..
وقفت الى جانب باب داري ..
خارج اللغة واخترت أن أتأملها ..
وفي نفسي أردد : ما أجمل سماء أيلول ..

كان علي أن أكون امرأة سعيدة تعدم ذاتها بفرح ..
لو أن صدفة عمياء قادت رجلا إلي لاضيف الياء في آخر الكلمة وأناديه رجلي ..
رجل يأتيني وفي جيبه نجمة او على محياه ابتسامة
ويشاركني الرقص واضعا كفيه برصانة على جانبي خصري
ناظرا في عيني مباشرة

كان علي أن لا أبكي ..
لولا نسمة باردة تبطن دفئا بررت رغباتي المتوالية في البكاء

لست غبية ..
لكني أتمسك بأخطائي كلها وأعشقها ..
وأحب خسائري واسعى إليها

كان علي ان لا أحبني بتطرف
ولا اكرهني بتطرف أيضا
واعترف أني لست الا جناح فراشة تهوى الحريق ..
لأكون امرأة سوية ..

لست قوية ..
لكن قلبي سهم مشدود ما إن انفلت لا يرضيه الا منتصف الهدف ..
لست قوية ..
وحواسي كرأس رمح تؤلمه ملامسة الضحية ويقتله النفاذ الى عمقها ..

لست طيبة ..
فاليوم حاولت ان اساعد امرأة في حالة إغماء وردها أن اباها مات ..
كنت ارش الماء برفق على وجهها واقول لنفسي لو مات أبي فلن يغمى علي ..

كان علي أن لا أحس كثيرا لسنوات طويلة
من اين أجيىء الآن بأحاسيسي بعد ان صرفتها دفعة واحدة..

كان علي ان لا افقد الأمل ..
لولا ان غرابيب هذا الزمان شدوا وثاقه الى جانب طفل مهيأ للذبح ..

اكره العقل والعضلات ..
واحب أن أحلم ..
لكم جميل ان أحلم بسرير مريح وانا نائمة على الأرض ..
او بصوت لن يسرقوه يصدح ..
اغربوا عن عالمنا نريد ان نحيا ..

كان من الممكن أن لا أكون مجنونة
لو أن الله خلقني امراة واحدة ..

وكان من الممكن ايضا ان يكون نصي جميلا لو لم اكتب بتكرار كان ..كان
وتأملت الأرض وبحثت عن بيتي وانا أنظر من نافذة طائرة ..

لكني الآن أنا ..
فكم مريح ان اختارني ..
ولا اكون شاعرة واكتب ..
ثم ..
اقحم الرقص في كل الحالات التي يمكن ان اكونها ..
واجهز خلخالا وكحلا ..
وارفع الموسيقا ..
وانسى أني موجودة .