بورتريهات بقلم عدنان العمري الأردن


البراح طلقٌ بصدري 
وأفراسك والهةٌ حدّ التعب 
______________
..١..
ولأني الـ يسرف بالترحال 
صار النخل الكوفيّ
يعرفني 
والنخل النوبيّ 
يعرفني 
وكلّ الطرقات والأحياء 
تعرفني 
وأنا الوحيد الّذي يسألني 
من أنت ?... 
وكأني غريبٌ فيّ ولا أعرفني ..
______
..٢..
أنا لون الهوان بعاشقٍ 
لمّا نوى درب الهوى 
شطَّت به الأنواء عن أهل الهوى 
وما وصلْ...
أنا ذاك الّذي
قد أعجب الخلجان
لون سمار حزني 
حدَّ حفَّتْ ليلها من سمرتي ..
لله كم بردَ الهوى لوني 
وكم صقلْ… 
________
.. ٣..
باسلاتٌ بالتودّدِ
رأينَ تشردي دونك 
فأشرعن لي نوافذ ودّهنَّ ..
أنا المصاب بك 
شريدٌ وأقضُّ مضجع الأرصفةِ
لا أرى 
إلا في عيونك بيتي……
أنا المولع 
بنوافل السهر 
حين المقاصد كلّها 
قلبي الـ يحج إلى بابك
ويلبّي حيَّ اللهمّ 
على العناق ..
_______
..٤..
تقمّصت مغرمًا أشياءكِ كلّها 
من رعشة الصحو 
إلى نعاسك المشتهى .. 
قمصانك 
تلك الـ ترتدينها وتخلعينها 
وسندسًا كأنّي هئتُ 
أزنّر حجلين وادعين … 
وروحًا بالسكون وحشدًا بالصخب… 
خبأتُ القلبَ الموشك 
على التفتح إلى صباحٍ ما .. لك وردةً 
تطلّ من كأس ماءٍ 
على طاولة المواعيدِ
بينك وبين حبيبك المفتعل 
ذاك الّذي 
لاحقًا ذكرى وتطفق بالرحيلْ ....
فأبقى وإياك ياصغيرتي وحيدين
أنت الـ يتعبك الخذل 
وأنا يذبلني الإنتظار 
________
..٥..
آخيتِ ترتيبك وفوضايَ
وشلحتِ عني الغموض..
فما من عابرة وضعتْ سكونها 
على جسدي المنتفض 
وأقامتْ مثلما فعلتِ ..
فما أوضحني الآن 
وقلبي الّذي آنية الكلام الحلو
على كراس صدرك تصبُّ… 
________
..٦.. 
في تلك النوبة 
من رجفي 
كنت أبيع التفاح في شارعكم 
وأصيح صباح الخير 
يا حمرة خد التفاح ...
وأقصد حمرة وجهك على النافذة… 
قيل هذا الفتى 
بالهذيان كاد شاعرًا 
يسرف بالأخيلة ...
قلتـ
هذا القلب
المأخوذ بالبساتين مطريٌّ 
في ردن الحقل 
يمارس عادته المطرية ليس إلا … 
________
..٧..
أول السطر 
أخلع شرش بقاياهنّ 
وكلامهنّ العتيق ..
الرسائل والحجج الواهية 
الوعود والأخيلة القديمة ...
وأوقد لهنّ جهنم… 
السطر الثاني 
أشرع نوافذي 
والقلب خالٍ على أخره 
أدعو الهواء وكلّ الحساسين 
وخضرة تمتد 
وأشقّ لها جدولاً… 
السطر الأخير 
ها أثّثت لك القلب أيكًا لـ وحدك ..
فمتى تأنسين ضلوعي ..
__________
..٨..
يا الآتية 
وتوت الشفتين مصهد 
كلّ استواءٍ فيك خيمة عرسْ ..
قلت لو تضيء فكرتك
وتجعل ثغري كلّ المدعوّين 
يبقى السؤال 
من أيّ الخيام نبدأ الحفل ..
_________
..٩..
ولمّا النعاس سيد المكان 
كانت يدايّ زورقًا وكلّك أنهارُ ..
ولمّا الصحو
تململك في راحتيّ 
كانت عيوني المسافر وكلكّ محطاتٌ ..
ولما المرايا فاتحة الصباح 
كانت شفتي البسملة ..
وكلّك آياتٌ..
_______
..١٠..
مسٌّ 
قال العارف بأمر المسّ 
هذا الفتى نهرٌ 
رافدهُ عن الرفد خفْ ..
وبدأ في أسماء الناس 
من بين هسيس الأسماء 
كان اسمك يهدهدني ..
___________
..١١..
فيما يفكر 
الليل السهران 

مثل قلق أعمى ويمشي بالقلب… 
يقول الّذي لدغه الحنين
مديدٌ كالبحر حزني
كجرح عراقيّ أدمن النزف… 
ويقول الّذي 
يصدّ بصدره الجراح..
ها أطرقُ كلّ الأبواب 
وحيُّك يا بنتُ مهجور ..
________
..١٢..
يا وردة الشبّاك 
كلما مس خدّيك التّندي 
تداعى سائري 
للرقص والدّروشةِ… 
_______
..١٣..
يا شباكها العالي
إرخ لهيولي فسحة 
فالروح كالشمعدان تذوب…
_______
.. ١٤..
قل لبنتِ الحيّ
أنّي أنفقت نصف احتمالي 
أطرق الأبوابَ
ونصفه أحاجج الأسبابَ
قل لم يكُ غير الحيّ يشبهه 
منذورٌ للطيِّ
كأي ذكرى بلا خلٍّ
مشلوحٌ على الطرقات 
بلا عنوان ..
________
..١٥..
عابرون 
وأَنتَ مع الوجوه 
شاردًا تذهب منك إليها ...
لست إلا وحدك
تقتفي أَثَرَ الغياب 
وتحملقُ بالبعيد..
يا الـ وحدك ما شأنك 
وسرب فراشاتٍ
تراقص أغنيةً تنام في شفتيها 
يا هذا القلب 
ريثما يزول الغبش عن خطوتها 
ثقْ بالحدس 
_______
.. ١٦..
رتّلي 
ما تيسر من سورة الرّمّان
لتزهر وردتان على صولجان
_______
..١٨..
والقلب
كاد غلامًا في تصابيهِ 
كأنَّهُ مجذوبٌ نالهُ خبلُ… 
لو مرَّ فيك 
وليٌّ عابدٌ حذرُ 
وذاق مثلي رفيف اللثمِ ينهبلُ… 
_____
..١٩..
قل سلامًا 
لهذي الوجوه الّتي تعبرك
بحيادٍ تام 
كحياد المطر على الحقول ..
______
..٢٠..
متعبٌ 
مثل عُلّيةٍ يضرجها العتمُ 
بالخواء
بورتريهات بقلم عدنان العمري الأردن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 25 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.