الشعر كوب ماء بارد في ظهيرة صيف حار ...زكريا شيخ أحمد سوريا






الشعر كوب ماء بارد في ظهيرة صيف حار ،
حطب مشتعل في يوم شتوي قارس البرد .

لا تولد القصيدة ما لم يندلع شجار عنيف في ذات الشاعر ،
لا تولد القصيدة ما لم يكن هناك ألم كبير في تلك الذات ،
اقصد ذلك الألم الذي يصبح جزءا من الذات
اقصد انه لا يوجد ألم ما لم تكن الذات مرهفة
تلك الرهافة التي تدفع الذات
لتبني آلام الآخرين ،
بالشكل الذي لا تعود قادرة على التمييز
 بين آلامها هي و آلام الآخرين .
و ابعد من ذلك قد تصل لمرحلة متقدمة جدا
فتتألم لآلام الآخرين أضعاف ما تتألم لآلامها هي ،
تلك القصيدة لا يشعر بها
إلا من كان مرهف الشعور
و يحمل وجدانا إنسانيا على درجة عالية من التهذيب.

و من المؤكد ان الكل يدعي أنه مرهف الحس
و لكن هل الحقيقة كذلك ؟
انا على يقين تام ان الحقيقة ليست كذلك مطلقا
و لسبب بسيط جدا ،
لو كان الكل مرهف الحس و الشعور
لما كان للألم وجود ،
و لما كانت هناك القصائد و الموسيقا و الأغاني
و اللوحات ....
الشعر كوب ماء بارد في ظهيرة صيف حار ...زكريا شيخ أحمد سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 30 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.