لا لوم على قصيرتي ....هيثم الأمين تونس




قصيرتي،
التي أحبّها،
ما كانت الأجملْ
و لا كانتْ
الأكثر إثارةً
بين كلّ من عرفتُ من النّساءْ
و لكنّها
كانت تعاملُني كطفلها المدلّلْ
فهي
لا تثورُ و لا تغضبْ
إن أنا
أضرمتُ حزني في تفاصيل يومها
أو
إن أنا شققتُ ابتسامتها بدمعة منّي
لقد كانت تكتفي
بأن تدخُلَني من ثقب دمعة
لتخرج منّي
و أنا أضحكْ.
فكيف أُلامُ في حبّ امرأة
كانت تعاملني كطفلها المدلّلْ
و كانت تجعلُني أضحكْ؟!!
قصيرتي
لم تكن جريئة جدا
و ما نادتني حبيبي
إلّا قليلا جدا
و لكنّها
و كلّ صباحْ
كانت تدسُّ في جيب يومي
سكاكر صوتها و قبلة
و تطلي باللّون الورديّ جدران قلبي.
فكيف أُلامُ في حبّ امرأة
كانت تطلي باللّون الورديّ جدران قلبي؟!
هل تعلمون ماذا يعني الليل لرجل وحيد مثلي؟!!
يعني أن أغرق فيَّ
يعني أن أشرق بي
و أن أشرب الكثير منّي
أنا الموحل بالحزن و بالهذيان و بمشاريع القصائدْ
و سهام
كانت خفر السّواحل
الذي
ينقذني، كلّ ليلة، منّي
فكيف أُلام في حبّ سهام
و قد كانت تنقذني، كلّ ليلة، منّي؟!!
هل تعلمون ماذا يعني
أن يحبّ شاعرٌ، لأوّل مرّة، في سن الخامسة و الثلاثين؟!!
هذا يعني
أنّه سيجرّب كلّ القصائد العارية
و سيمارس مراهقته المتأخّرة جدا
و سيطالب،
مئات المرّات،
في اليوم الواحد،
حبيبتهُ
بأن تكون عاصفة حبْ
و أنّي لامرأة مثقلة بحزنها
أن تكون في اليوم الواحد
عاصفة حبّ لمئات المرّات؟!!
و أنّى يفهم شاعر، أحبّ لأوّل مرّة، في سنّ الخامسة و الثلاثين
أنّ امراة عاديّة
لا يمكنها أن تكون عاصفة حبّ، في اليوم الواحد، مئات المرّات؟!!!
في البدءِ كانت أحبّكِ
شاسعة كحزن هذا الوطن
و مدوّية
كخطابات الزّعماء العربْ
و كم كنت، في الحبّ، شبيها بالزّعماء العربْ
مستبدّا
و أثرثر كثيرا
و كلّ مشاريعي فاشلةٌ
فكيف تُلامُ القصيرةُ
إن هي هاجرتْ
من مدينة
يحكمها شاعر شبيه بالزّعماء العربْ؟!!
لا لوم على قصيرتي ....هيثم الأمين تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 30 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.