تباً لك َ ... أيها الليل بقلم أبو لاوند مصطفى سوريا




تباً لك َ ...
أيها الليل البائس
الغامض ، المبهم ، المراوغ ..
ألا تخبأ لي
تحت قميصك
حلماً ،
يقطف فيه الرياح الشريدة
دماء السحاب .

تباً لك َ ..
أيها الليل الحزين
الهادئ ، الصامت ..
لماذا خبأت بوشاحك الأسود الشاحب ..
كل هؤلاء الجرزان
و الصراصير .
كل هؤلاء العابثين
بالهدوء والصمت .

تباً لك َ ..
أيها الليل الكئيب
الصخب ، الضجر ..
ألم يخبأ الله
في زئبق عينيك َ
موسيقى حزينة
كالتي ترافق الجنائز
كالتي تصطحب
الآلام إلى الصبح
لتسرق إبتسامة جميلة
من جفن الشمس  .

تباً لك َ ..
أيها الليل المثخن بالجراح
ألم تجد بين النجوم
نجمةً واحدة ..
لتعقد معها
صفقة الآهات والألم
فترحل بك
بين الأنين والحنين 
 قصة مؤلمة جديدة
تروي لأحفاد الضوء
في معابد الظلام والظلم .

تباً لك َ ..
أيها الليل الحالك
الحالم ، المرعب  ..
الذي يشبه الإله
 متى سيخرج
نبيك المرتقب ..
من ميسم ضوء
من رأس شمعة
من ضفيرة مطر
من حلم صغير
 من عنق ..
زهرة الختمية
التي زرعتها في حاكورتي
في ربيع العمر .

تباً لك َ ..
أيها الليل المسكين
الخائف ، القلق ..
إلى متى ستطفو بزورق عينيك
فوق البحر ..؟.
إلى متى ستخفي دموعك
خلف المطر ..؟.
إلى متى ستدفن في رمادك
ظلام القهر ..؟.
إلى متى ستكتم
على أنفاس نجمة ٍ
توقد ،جمر ..؟.

تباً لك َ ..
أيها الليل المعتق
كالنبيذ الفاخر ..
متى سنذهب معاً
الى الحانة
لنقرع بكؤوسنا
حتى الفجر .
متى سأسقط
في كأس جفنيك َ
وأبحر بأحلامي المكسورة
على أمواجك
وأؤرجح زوارق
الحزن ، الفرح
بين المدّ ِ والجزر .

تباً لك َ ..
يا ايها الليل الأبله
الأعمى ، الأوفى ..
لما تركت النجمة
تقيم كرنفال الأحزان
بلا صدى
بلا صوت
ألا يشبه دمعها الجرار
هدير نهر ..؟.
لما تركتها
تصغي لقلب عاشق
لم يتوقف عن البكاء
طول العمر ..؟.
يا صاحبي :
غبيٌّ .. من يظن
بأنه إذا..
ملأ كأسه من الجراح
سيطفئ نار عينيه بالخمر .
يا صاحبي :
مؤلم ٌ هذا الخمر
المطعم بالقرنفل
مؤلم ٌ هذا النجم
الذي ينزف
حتى بزوغ الفجر
مؤلم ٌ هذا الحب
المبلل بالمطر .

-----------------------
تباً لك َ ... أيها الليل بقلم أبو لاوند مصطفى سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 25 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.