كأنكِ الَّلحْظُ .....محمد جميل خضر فلسطين
كأنكِ الَّلحْظُ
كأنكِ الّلحْظُ مسروقاً من شَرْقَةِ النِعْناع
من شُرْفَةِ عصفورٍ جريح
من خَمْرِ داليةٍ حزينة
يستجير، حين ينأى، الماءُ بالماءِ
يشدُّ أَزْرَ الضواحي الذاهبةِ في النسيان
يكرج كأنَّهُ حَجَلُ السروِّ النَّاعسِ في شارع العشاق
يستجيرُ الماءُ وما مِن إناء
يَهْجُرُ سَعْفَ الرِّضا
لا نبيّ كي يتوضَّأ الصَّحْبُ في كهف الشَّفَق
لا جُناةَ ولا غُزاةَ ولا عابرين
وحدها سفينةٌ عتيقةٌ تتهادى عبر الظلام
وحده صوتُ الآه يَشْلَعُ مياهَ الأبيضِ المتوسط
يحزنُ السَّمَكُ الكسول
يشهقُ الراعي
يركُضُ نحو صلاةِ الشرقِ وَجْدُ الماعزِ الجبليّ
يا سَهْمَ السَّحابِ
ها أغنيةُ الليلِ تُناديك
تَلِحُّ في طلبِ وَعْكَةِ القَسْطَرَة
تَتَهَجَّاك
تلفُّكَ بوسادةِ القمح
فلا تفلِتْ من عِقال أبيك
ولا ترضى أن تكونَ سِواك
كأنكِ الَّلحْظُ .....محمد جميل خضر فلسطين
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
13 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: