يوما ما بقلم أماني الوزير فلسطين


يوما ما ...
ستبتلع صخبك الوحده وتذوب في جنبات صمت مهيب كما يذوب الثلج بعد أول شعاع للشمس ...
يوما ما ...
ستنتظر أن يدق أحدهم عنق الجرس وأنت تتجه نحو الباب مسرعا لتسأل بصوت متردد تلهث بسرعة فائقة تجعل من اكتمال سؤالك معجزة...
من الطارق !!! 
ولن ... لن يجيب عليك أحد سوى نبضك الملهوف المغلف بصوت لهاثك البائس فيتبخر أملك بوجود رفقة بل ينعدم تماما ...
حريا بك أن تبتاع الكتب فهي الوحيدة التي تثرثر لك دون ملل وتشاركك الحكايا في الكثير من لياليك الوحيدة
أقرأ لدوستويفسكي أو باتريك زوسكيند ... وإن كنت عاشق للكآبة أقرأ لكافكا ...
اشترى إسطوانات تحمل صوت لارا فابيان وهي تغني 
JeT'aime
Je suis malade
you're not from here ..
فأنت بكل الصدق لست من هنا !!! ...
أنت من ذاك الهناك الذي لم يصل إليه أحد سواك لا تنتمي الا لذاك البعد الذي يشبهك ...
عليك أن تبتاع أيضا قصصا رديئة تصف إمرأة مشردة تضحك في حانة عتيقة ضحكة عاهرة لتلفت انتباه رجل عاجز لا يعلم بسره احدا حين فقد رجولته في الحرب وراح يختبأ في شهوة الكأس والفودكا والموسيقى وهو يداعب أجساد المومسات في زوايا الرواية السخيفه ...
ينام قبل أن يقرر كيف ستكون طريقة انتحاره...
هل يكتفي بحبل خشن معلق في دالية السقف الصدأة...
أم يلقي بكله من فوق جبل عال عاريا تماما من كل خوفه وهو يردد بين شهقاته لا أملك شيئا آخر أخسره غيري ...
وقبل أن تنتهي الحكاية تتحسس العرق فوق جسدك...
وفور اشتهاؤك لأنثى تشاركك فراغ ليلك حتى لو كانت عاهرة 
تتلوى فوق خواصر الرجال تباعا في منافي الجسد تكتشف فشلك ...
وبعد أن تصرخ تباعا صرخة تلو أخرى في منافي روحك الوحيدة....
أصنع فنجان قهوة دبل بلا سكر واشربه مع سيجارة تطلق مع زفيرها كل اختناقك الشرس لعلك تنجو من جنونك المخبء بشكل جيد في جمجمتك التي تعج بالكثير
يوما ما بقلم أماني الوزير فلسطين Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 02 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.