في السعادة بقلم حسن قنطار سوريا



حروفٌ خلعت ملابسها
ثمّ هاتفت الجموع عبر أثير فتنتها
ودنتْ سوءاتُها من شره الأشهاد.
بين أصابع الحمق، وآماق التأجج، ولعنات الجموح
كان لكلّ حرفٍ منها حكايةٌ تضحك:
********************
السينُ:
من مآثرها أنها كانت سعايةً ضاحكة
تلفظُ سمّها العذب
ويسري خلسةً في عروق الروابط
لتنتهي صلاحية دوامها
والناسُ المتساومون على فسادهم سعداء.
********************
والعينُ:
عيٌّ ساخرٌ
تبصقه زئبقاً لعوباً
يترنّحُ على مسارحَ ملساءَ قعدتْ داخل الرؤوس
وكأني بذلك الأعرابيّ الذي (قعد) في قلّيس اليمن
أي: "تغوط "
أُجلكم عن ذكرها
فغضب أبرهةُ لأجل ذلك
والرؤوسُ أوعيةٌ أترعتها القعدة، لكنها سعيدة
أما أبرهةُ فقد جزّ الغضب لحيته، وأقسم ليهدمنّ الكعبة.
فرقٌ واضحٌ بين قعدة صغيرة أغضبتْه
وقعداتٍ متواليةٍ أسعدتنا.
********************
والألف:
تتمطّى ملءَ امتنانها
وتتلوّى بكامل قدّها العاهر على جثث الراحلين، وأمجاد الآفلين.
هنا....
نشوة الحرف لا تصلُ الذروة إلّا عندما
يضاجعها ركودُ الأحياء دونما حياء.
*********************
والدّال:
دليلك إلى الهاوية
فدعْك من ذلك، وسرْ حيثما شاءت لك الأهواءُ
وأرخِ لنفسك الحبل على غاربها،
إنْ هي إلا قطعٌ من زمنٍ مسافر
فاقطف من رمان السعادة قبل ترهلها
واغتنم فرصَ السعادة
على كل هزّة ذيلٍ، وسخرية شمس.
**********************
والتاء المربوطة:
صابرةٌ بلجامها المرن
وكرةُ ثلجٍ تتدحرج على رمال دافئة
تذوب أنفاسها لحظةً إثرَ لحظة.
هي لن تبلغ المسافة التي تستلقي أمامها أمداً
أمتاراً تجاور العشرات أو تغازل المئين القليلة
وتزفر التاءُ آخر نفسٍ لها
لتموت هاءً ساكتةً
لكنها سعيدة.

في السعادة بقلم حسن قنطار سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 05 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.