رسالة إلى كوشنر بقلم فاطمة شاوتي المغرب

1_ أيها الطفل العجوز...!

أمازلت بعد خمسين عاما...
تنام على جنبك الأيمن
وتهز الكوابيس
جنبك الأيسر...
فتحلق خارج الهواء
كطائرة من ورق...
توزع الحلوى والسكر
على جيش من الملائكة
كي ينسوا...
أن الحرب مجرد خدعة
وان الصفقة خزعة بلاستيكية...؟

2_ أيها الطفل العجوز...!

أمازلت تمضغ أقراص الشمس
فيتناسخ الملاك شيطانا...
ويصير للشيطان جناحان
يغشى بهما الجنة مرتين...
وهو قد خرج من النار والجنة
مرتين... ؟

3 _ أيها الطفل العجوز...!

أكلما رقنت رسالة على الحجر
تفتتت الصفقة...؟
بريدك لايخلو من هزائم
توزعها الريح على الخراب...
لتجلو مخيلة الحرب
فتتذكر كم مرة زخرفنا
الهزائم... ؟!

4 _ أيها الطفل العجوز...!

خمسون عاما...!!!!!
وأنا أحمل الرسائل
من جندي أصلع...
ومن امرأة شفطت الدهون
من مرآة القرن...

5_ أيها الطفل العجوز...!

خمسون عاما...!!!!!
وأنا أشق النكبات في جبيني
اتوسد تجاعيد حريتي
ثم أنفض الليل...
في مقابر جماعية
كي أمحو ذاكرة الرصاص...

6_ أيها الطفل العجوز...!

خمسون عاما...!!!!!
وأنا الطفلة تمشي على بطنها
تلوك الصفقة تلو الصفقة تلو الصفقة
وتنظف الحرب من عمى الألوان...
ومن عصيان العابرين الرصاص
ينفجرون من الضحك...

7_ أيها الطفل العجوز...!

خمسون عاما...!!!!!
والله يتجلى...
كي ترفرف الأرض دون رماد
تقرأ رسالة من طفل
أكل نفسه وأكل أمه...
ومايزال الأكل وجبة سريعة
كلما نبت في رؤوسنا
ريش أبيض....

8_ أيها الطفل العجوز...!

خمسون عاما... !!!!!
وماتزال الأرض تشرب أديمها
وتلحس رغوة العشب
من الجثت...
لتسد ثقب الأوزون
كي تستريح الحرارة من سعار
شهيد...
يثقب وجه السماء
ليستقيل من صفعة القرن
ومن دوار الأرض في رأسه...

9 _ ذاك الطفل العجوز...!

حزيران...
يكشنر رسائله
(نسبة إلى كوشنير مهندس صفقة القرن)
بأصابع حجرية...
ليقراها من جديد
ذات حزيران...
في حليب امه...