البيضة أسبق أم الدجاجة ! أم الديك !!! بقلم عبد الرزاق الحاج مسعود تونس

من كلّ البيض الذي خبّأته أمي عن أفواهنا النهمة
ودسّته تحت دجاجتها الحاضنة
- الدجاجة الكبرى الخبيرة في الحَضن -
لم تفقس دجاجة واحدة
كلّ البيضات فقست ديوكا

وكلّما اتضح في القَنّ لونٌ ديكيّ زاهٍ
وشعّ
وتنحنحت حنجرة ضيّقة
استعدادا لآذان عال أوّل
وعبثيّ في زمن المنبهات
وكلّما تطاولت رؤوس وتمايلت
تستعرض أعرافها المنسدلة على جُبُنها
كتسريحة جون ترافولتا قبل ظهور الفضائيات
... استاءت أمّي
وتحسّرت على اختلال قادم في منسوب البيض
وعوض الاستعداد لمراقبة دجاجة "الفتوح"
تستعدّ
لفك اشتباكات دموية يومية

ورغم أنه لا دجاجات تشهدن عروض الوسامة اليومية
والعراك الأجوف
يشتدّ النقار والترييش العنيف بين إخوة البيض
تسيل دماء وتفقأ "عيون ديك"
وتضطرّ أمّي إلى التفريق بينهم
ثمّ تشرع في ذبحهم واحدا واحدا
تحتفظ فقط بالأعقل فيهم
والأشدّ وسامة بصدفة "انتقاء طبيعي"
:
وسيم ورصين
ورغم ذلك
لا يستطيع أن يقلّل من أسف أمّي عن نقص البيض والدجاج
ويعقّد في رأسي سؤال البيضة والدجاجة
فيضيف إليهما
.
.
ديكا.