مزهريتي الوحيدة بقلم محمود طارقي تونس

متأخّرا جدّا
تعرّفت على "مارلين مونرو" في كتاب مدرسيّ،
وعندما علمت بوفاتها
تخيّلت زهرة تنمو من عانتها
ولكنّ يدي قصيرة جدا
ولا أستطيع أن أقطفها
لأضعها في المزهريّة الوحيدة التي تزيّن نافذة غرفتي...

من تلك النّافذة تأمّلت الجبال طويلا
وبدت لي كمسامير تشدّ صورة الأرض،
ولكنّها صورة بلا نيجاتيف
ولن تتكرّر ثانية...

"كلّ شيء واحد"
أردّد هذا دائما وأنا أبول على التّراب
وأفكّر في بعض الاحتمالات
كسرطان البروستاتا
أو أن أخذل زوجتي في أوّل ليلة
أو أن تطول حياتي أكثر...

ثمّ أراقب نزول آخر قطرة بول
وكيف تأخذ شكل زهرة بعد أن يحتويها التّراب،
والمزهريّة الوحيدة التي أضعها في نافذة بيتي
إلى الآن بلا أزهار.