الرجل النبيل دوما حزين ....بانكي حسين / سوريا
غارقٌ في الاختناقِ أنت
والغرقُ يهربُ منكَ
صامتٌ في صمودكَ
وفي كل مرة وبعد كل محاولة إنقاذ فاشلة
تجلسُ على حجرٍ يابسٍ
تلفُ سيجارةَ تبغٍ
تُدخِنُ على مهلٍ
وتصنعُ من الدخانِ
دوائِرَ حُزنٍ عميقةٍ
تلكَ التي تهربُ من رئتيكَ
وتكفرُ بالحزنِ
ثم تقوُل أيُ رجل هذا
أي جبلٍ من آلامٍ فيه
تنتهي تلك السيجارةُ المجنونةُ
وتأتي بعدها
تلبسُ ثيابَكَ المُبللةِ بالدمعِ
وتمضي
والوحلُ تحتَ حذاءِكَ
يلطمُ وجهَ الماءِ
أيُ رجُلٍ بسيطٍ نَزَعَتْ الأيامُ
كُلَّ أملٍ وتفاؤلٍ منهُ
أيُ رجل مضى وحيداً
في شارعٍ طويلٍ
ورغمَ ملايين المارة
لا يشعرُ بوجودِ أنفاسهم
يمضي النهرُ ويمضي قدمُهُ
يركضُ ليلحقَ بالنهرِ
ولآخرِ مرةٍ يحاولُ إنقاذَ
ماءِه من الغرقِ
يبلعُ ريقهُ بعد تعبٍ
يجلسُ مجدداً القرفصاء
ثم على حجرٍ يابسٍ
يلفُ مُجدداً سيجارةَ تبغٍ أخرى
يشمُها ثم يرميها
وينظرُ خلفَهُ
فيرى أنهُ اجتازَ مشوارَ عُمرِهِ
والناسُ تركضُ خلفَهُ
ينادونَهُ أنت أنت
لقد ربحت الجائزة الكبرى
بالحزن وقدرها
تسعون عاما من كتابة
14/06/2019
#بنكي_حسين
اهداء مني للأخ زكريا
الرجل النبيل دوما حزين ....بانكي حسين / سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
14 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: