قبلة على أنفكِ بقلم عامر الطيب العراق


قبلة على أنفكِ
وقد انتبه الآخرون لنا
في زاوية مظلمة
حيث تموت الضحكات الصغيرة
هناك يصير من الصعب على أحد
التأكد من يديه
و يصير للقبلة صوت عالٍ.
قبلة أخرى على أنفكِ
قبلة مني أنا أشد الرجال
المرضى حزناً
أنا الذي لا أحب شيئاً يحررني!
...
تاريخ اللامبالاة يبدأ الآن
إذ تقفين في الهواء الطلق
و أحاول أن أجد كلمة صغيرة تملأ يديّ
لأطير .
تاريخ اللامبالاة يبدأ الآن
تاريخ الموت أيضاً
اذ تبدو لي حياتي عظيمة كنهر جارٍ
فيما يتوجب علي
أن أعتبرها قطرة واحدة
و أشربها باندفاع
لأتخلص منها !
...
جسدكِ حزين أيضاً
يتعرق كأنه يبكي
و يتحرك كهواء تائه على الأبواب
و أنا لا أعرف يدك
أو وجهك أين يلتفتُ إذا صحتُ.
جسدك حزين أيضاً
الآن أكثر مما مضى
و أنا على قدر هشاشتي
أود أن ألاعبه
ليصير أكثر الأجساد حزناً في العالم !
...
لو أن عمري كله ساعة واحدة
و قدرَ لي أن احبك
في الدقائق الخمس الأولى،
أبتكر طريقة لأسحبك إلى مكاني
بعد دقيقتين
و أفرغ من حبك
و من مواساتك
بعد ثلاث دقائق تقريباً
و هكذا تظل من عمري خمسون دقيقة فقط
لأحبك مرة أخرى !
....
جئنا إلى حياتنا
غريبين وحيدين يائسين
فوجدناكِ طريحة الفراش
لنصير أكثر غربة
و وحدة
و يأساً ،
جئنا إلى الحب كئيبين
لكننا استعجلنا
و اعتقدنا أنه سيبادلنا الشعور المؤسف
على الأقل
لكن الحب لم يكن وردة
صغيرة في اليد
و لا وردتين صغيريتن
في النص الذي سنكتبه لاحقاً !
...
أراك لاحقاً
عندما ننتهي من هذه الأشياء
من الجوع
و التوحش
و الذنوب الصغيرة
عندما ننتهي
من البرد
و الأسف
و الخجل
و نسد طريقاً طويلاً على الحرب.
أراكِ لاحقاً
عندما تنتهي حكايتنا
بوقت أقل
و يموت في النهاية
بطلٌ لا يشبهني !
...
كيف نتخلص من الليل
و من صياح الديكة البعيدة
و حركات الحشرات على الشجر ؟
ليل القرية
لا يبهج،
و ليل المدينة مختنق بالأضواء
كأنه رجل يعرفني
و أنا أريد أن أحبك
في ليل غريب
لأحملكِ و لا ينتبه لنا أحد .
أين أجد الليل
الأخير الذي كنتُ أقرأ عنه
في الكتب ؟
الليل الذي تغرق به السفن
و المسامير
و الشعراء
و الرجال المهزومون
يغرقون جميعاً
بالنوم
خائفين من الشّائعات الكثيرة عن بغداد !

قبلة على أنفكِ بقلم عامر الطيب العراق Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 06 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.