الليل يشكوني بقلم سعيد عرار الأردن


الليل يشكوني
وتشكوني
أشعّة القمر الهلال !
أين المنى
قال الظلام مُعبّراً :
أيعيش طير الواقعاتِ
مكبّلاً ..
والحرف في وسن القصيدة
عاشَ ندّاً للغلال ؟
حَقّتْ نهايتَه
الليل يشكوني
فشمسي لا تغيب !
قال المُداوي :
العليلة لا يروّضها طبيب
( ويحَ المُداوى )
كيف .. أين .. مَن .. وماذا
هل في فنون الشعر
نضمٌ لا يُنال ؟
همّي سليلٌ
يقتفي أثر الهوى
روحي وهامي
كالمنيّة والثرى
قلبي عجوزٌ
والمشيب يُذِلُّ
مَن عرف الخطيئة والدلال !
قلبي الذي
كان الجليلَ
وكان في زمن التسوّل
سلسبيلاً
في تغاريف الجمال
قلبي حبيبي
تاه في لحظٍ صباه
هل يختفي في عمق
بحر الناسكين
تَهجّدٌ كان النجاة
ليقتضي حال الغريق
تعطّفاً
فيه المشقة والملامة
في مسيرٍ
لم يرى يوماً مُحال !
الليل يشكوني
وتشكوني
وقاحةُ المرض العُضال
إنّي السفينة
قِبلتي زمنٌ مضى
هذا الظلام
غريزةٌ
والشاطئ العربي
يحكمه التحرّكُ في الرمال
هذي
المنارات الحزينة
أين نور الفجر فيها
هل تراها لا تضيء
وتختفي
كي لا تُشَعُّ الفاجعات
القاتلات
من الظلال !
غرقٌ مضى
والحال فوق السطح
ضبعٌ
يرتدي ثوب الغزال
والمُرهف
المنسيّ في وسط
القصيدة
لم يجد بَعدُ المَنال
غرق مضى
والحرف فوق الحرف
نارٌ أرتوي
منها المعتّقُ والمنمّقُ والزلالُ
الليل يشكوني
وتشكوني
أشعّة القمر الهلال !
يا غازلاً
في السحر ما
نفع التمائم
والجنون حياة
مَن سكنَ الخيال !
أضحت تراودنا
وتهجونا
ليالينا الأسيرة
في الزوال
كم عاش فينا
كم لبثنا .. كم رأينا
وانتهينا .. كم قُتلنا
في ثنيّات الحقائق
والخطيئة
في كلام الخلق عنّا
ما يُقال !
هذا الهوى
يا منيتي كم ضاع فيه
من الأناسيّ
الذين تفردوا
كم عشت فيه " أضاجع "
الوحيَ العنيدَ ومُعجمَ
الأجسادِ
والنجوى المُهابة كالجبال
هذي المتارس
والمدارس والعلوم
هذي خطاوينا
التي بعد ابتداها
في غروب الشمس
قد قُتلَ القِتال
الليل يشكوني
وتشكوني
أشعّة القمر الهلال

الليل يشكوني بقلم سعيد عرار الأردن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 06 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.