ابن كاتب صغير بقلم محمود طارقي تونس
مساء الخير
أنا محمود طارقي
وأقف الآن على عتبة بيتك
لأنّي سمعت أنّك امرأة وحيدة...
أنا محمود طارقي
وأقف الآن على عتبة بيتك
لأنّي سمعت أنّك امرأة وحيدة...
أقصد وحيدة تماما،
عزباء
وبلا أصدقاء
ولا أقارب لديك
ولا عائلة
ولا أبناء...
عزباء
وبلا أصدقاء
ولا أقارب لديك
ولا عائلة
ولا أبناء...
وحيدة تماما وتجاوزتِ الأربعين،
وأنا الآن هنا لأنقذك من وحدتك
وأزرع ولدا في رحمك
ثم أرحل بعد ساعة من نفس هذا الباب...
وأنا الآن هنا لأنقذك من وحدتك
وأزرع ولدا في رحمك
ثم أرحل بعد ساعة من نفس هذا الباب...
أعلم أن شكلي مريب
وقد أبدو لك كراهب
و لكنّني لست كذلك فزمن المعجزات قد انتهى،
أنا والد ابنك القادم فقط
وقد بدأ العدّ التنازليّ لقدومه...
وقد أبدو لك كراهب
و لكنّني لست كذلك فزمن المعجزات قد انتهى،
أنا والد ابنك القادم فقط
وقد بدأ العدّ التنازليّ لقدومه...
سندخل الآن
ونقفل هذا الباب خلفنا
وعلى ذلك السرير المهترئ
سأعدّ ستّ قبلات على وجهك،
وسأجمع نهديك إلى بعضهما
وعلى طول الخطّ الذي جمعهما سأعد أربع قبلات،
وأعدّ واحدة على بطنك،
ثمّ ستنفلت نبضات قلبينا ويهرب منّا العدّ...
ونقفل هذا الباب خلفنا
وعلى ذلك السرير المهترئ
سأعدّ ستّ قبلات على وجهك،
وسأجمع نهديك إلى بعضهما
وعلى طول الخطّ الذي جمعهما سأعد أربع قبلات،
وأعدّ واحدة على بطنك،
ثمّ ستنفلت نبضات قلبينا ويهرب منّا العدّ...
هذه أوّل مرّة تنامين فيها مع رجل
ولذلك ستواصل ركبتاك الاحتكاك ببعضهما وأنت ملتوية على سريرك
حتى بعد أن أنهض عنك،
ثم سأرحل
وأتركك تواصلين عدّ التّسعة شهور المتبقّية لوحدك...
ولذلك ستواصل ركبتاك الاحتكاك ببعضهما وأنت ملتوية على سريرك
حتى بعد أن أنهض عنك،
ثم سأرحل
وأتركك تواصلين عدّ التّسعة شهور المتبقّية لوحدك...
سأسير بلا وجهة كعادتي وأركل حجارة الطريق بحذائي،
وهو أيضا سيكبر في رحمك ويركل بطنك ...
وهو أيضا سيكبر في رحمك ويركل بطنك ...
سأكون مرهقا من حياتي كالعادة،
وسأنصت إلى خصلة شعر مرهقة تتدلّى على خدّك وأنت في شهرك التّاسع...
وسأنصت إلى خصلة شعر مرهقة تتدلّى على خدّك وأنت في شهرك التّاسع...
وسيكون الكون صامتا يوم الولادة
ثم ستهبّ الرّياح
ليكنس حفيف الأشجار صراخ ابني من أذني...
ثم ستهبّ الرّياح
ليكنس حفيف الأشجار صراخ ابني من أذني...
ولكنّي سأفرح
وأردّد شعري الذي حلمت به دائما:
"بانتظار ولادات الربيع
لتصبح رائحة صدور النّساء أشهى
فكلّ حلمة زهرة بنفسج سيقطفها فم رضيع
وذلك هو ربيعنا الحقيقي"
وأردّد شعري الذي حلمت به دائما:
"بانتظار ولادات الربيع
لتصبح رائحة صدور النّساء أشهى
فكلّ حلمة زهرة بنفسج سيقطفها فم رضيع
وذلك هو ربيعنا الحقيقي"
إنّه ربيعك بعد أربعين شتاء
وإن لامست يدُه شفتيك وأنت ترضعينه، فقبّليها...
وإن لامست يدُه شفتيك وأنت ترضعينه، فقبّليها...
أنا أيضا سأمسك بيده الصّغيرة في خيالي عندما أكتب،
فقولي له بأنّ والده كاتب صغير
وأنّي سأترك له بعض الكتب خلفي ليستدلّ بها عليّ إن كنت حيّا،
وإن متّ فستوصله إلى قبري.
فقولي له بأنّ والده كاتب صغير
وأنّي سأترك له بعض الكتب خلفي ليستدلّ بها عليّ إن كنت حيّا،
وإن متّ فستوصله إلى قبري.
ابن كاتب صغير بقلم محمود طارقي تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
14 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: