هكذا هو ...!؟ بقلم أمل عايد البابلي العراق


_ لما بلغ الجوع الاولاد _
رغيف واحد
وخطيئة كبرى تُدس في ساقين مُثقلتين
ثم تتلاشى الأرغفة الباقية عند الصباح
هكذا هو ..
الحيوان يولد حيوانا
والأنسان لا يولد انسانا بل عليك أن تربيه ليكون كذلك ،
كان بالأمكان أن ننسى
أما زلت تذكر ؟
إمرأة تتنازع عليها القبائل
فتختار نصفها الميت في أياديهم
أما زلت تذكر ؟
بحر القصائد في غرفتك الشاحبة
وهو يسحب نظارته من كُم اهدابه.
هكذا هو ..
تعلو جبهته ألوان هي أكثر أُلفة
من عتمة رأسه
وهو يتذكر دوران وجوه الاولاد
ليرسمها أرغفة ساخنة
أشدَّ حرارة من قيض هذا اليوم
هكذا هو ..
يحاول دائما أن يعلو فوق طائره الأسود
من غير جناحين
لتكن أيامه أنثى تشدُ الحبل
وهو يرمي بعينيه داخل كأس مغلق
بأنتظار مسرح الظل
وهو يردد لقد عُدتْ
بين أحتمالين ،
قد يبرأ المرء أو يبتلى
بكل هذا الكم
من العالم في رأسه الصغير
،
المصابيح مواقد في عينيها
وللذاكرة رقاص ساعة
توقظ كل من غفل عنها
ذلك الرقاص يدفعك للجحيم
وأنت مصلوب في نظراتها الباهتة
تنخر أشلاءٌك كأنها ذئاب الكهف
من غير أن تُمسك رغيفا واحدا
وتقودك خطاك الى أرصفة الفجر الأزرق
فأستوت الأماكن ،
على عزف خلخالها
وتتكسر أشرعته على بقايا جوع الألهة
حتى كتبت على جبين الفجر :
لا تكابر بأجنحة الحقائق
فأن الملكوت مغادرُ أيديهم
ويبقى الأولاد فوق متاحف الشمع
يغنون .
هكذا هو ...!؟ بقلم أمل عايد البابلي العراق Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 24 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.