أيّة لغة تذرفها العيون بقلم مصطفى الحناني المغرب


لم يكن
الوقت مهيأ للدوران عموديا
لأن حوضه كان نصف دائري
كقوس رماية انتهكت السهام عرضه
فتم قصله على حبل خيمة شقية
يعقوب كان صديق الذئب
يعلم تمام العلم
إن أبناءه سيتحالفون مع الجب
فلماذا تعمد إرسالك يا يوسف معهم ...؟
وهو الذي أوصاك
ألا تقصص رؤياك على أحد

لا شيء يدعو للقلق يا إبليس
فالمدمن على الخطيئة
كان يحبو في دهليز الكواليس
القاص هو المجرم الحقيقي
والشخوص ضحايا يا فلاديمير بروب
والنصوص حيرة التصديق
بين سندان الحقيقة ومطرقة التشكيك
المتن كان منقوص الحبكة
والحبكة شراك متربص
مع سبق الإصرار والترصد
ينسجه الكاتب بعناية فائقة
للإيقاع بقرائه
واحدا
واحدا
كحبات رمان في حديقة قصر أميري

الخواتيم جرات ماء تعفنت قعورها
القحط فكرة الحروب أيها الماء
والكؤوس تهاوت كلها كالقلع في ضباب الهواء
وهذه الأفواه شاردة تصرخ بملء فيها :
ماء
ماء
وتثغوا
باع
بااااع
بااااااااع
بععععععععععع
الرقص رنة خلخال داخل النص
والنص على شاكلة إجاصة أو ربابة
مكتنز كخاصرة في خيال الليبدو يا فرويد
وعالم النفس وتر بالكاد يستعيد نقرات النغم
وعوض أن يشهق صدره ويزفر
يئز في معتركه الرصاص الحي
لينتهي به الحال فضلة و عصفا مأكولا
يعلن إفلاس نظريته في الحب يا شوبنهاور
و يتصاعد من خياشيمه ضباب الخيبات
كقدر يفور فيه جسد الحلاج المصلوب مرتين
قطعة
قطعة
يتآمر الجهل مع الجمر على العقل
فيا أيها الدم السائل من رأس قدر الحكاية
تمهل قليلا وأنت تسير حثيثا نحو نزيف النهاية
أمهلنا قليلا من الوقت لنعيد تشكيل الأطراف
لوحة
لوحة
ولوعة
لوعة
النهاية غريمة البداية سادية الانتشاء
والحب تيه المشائين على حواف القلوب
لا فصول لديهم
ولا يهتمون بتقويم الأعوام
يقفون حيارى
كلما وصلوا مفترق طريق
الطريق خدر واهم
رسمته أنامل الأرض للإيقاع بالشعراء
والشعراء جعجعة حنطة بين فكوك البهائم
لماذا تتكتبين الشعر أيتها البهيمة ...؟
وأنت تدركين
إن اللغة جراد يأتي على الأخضر والبني
والحبر ماء إبر أبيض اللون
يعبر مسام الأبجدية قبل أن تولد الكلمات
الكلام بريء واللسان متربص حقير
يتمدد
يتقلص
يظهر
يختبئ
يغني
يبكي
ويسيل في فم النعاج حارا كقيض الفيافي
لا جدران في الصحراء يا ابن العبد لتتناسل الظلال
ولا شجر سرو يمتص غضب الشوم في ذهن العمامة
ولكن الشاعر يعشق كثيرا العرق
والمشي من دون خريطة نحو هدف ملغوم
الخرائط فوانيس
والشاعر لا زيت له كي يضيء العتمة
الشاعر يحيا ليلا كشمعة
ويموت في النهار كإشاعة
فمن أخبر المساء بأفول شمس الغايات ...؟
ليتربص الموت بأنوثة سيدة جميلة
ويدخل ملائكة الرحمان في غيبوبة ؟
أيتها الحاضرة الآن بيت العزاء ...!
متى نصبت خيمة التأبين ...؟
وأية لغة تذرفها العيون ... ؟
أيّة لغة تذرفها العيون بقلم مصطفى الحناني المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 25 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.