في زمنِ الألفاظِ بقلم علي جمال العراق



في زمنِ الألفاظِ
كانت المرأة شجرة و المزارع رساماً..
عند كلّ شارعٍ من الحقلِ كانَ يغرسُ تنورةً
وينتظرها تكبر لتنجبَ له سريراً تاريخياً
لا يُذكّره بصورة التقطها
وهو ملتحف بكساء يخرجُ من طَرَفهِ ساقانِ يشبهانِ علامةَ نصرٍ لجُنديٍّ طويل!
في هذه الأثناء النادرة بالذات ، كان يُكّلمُ نفسهُ قائلاً:
جَرِّب
أن تجلسَ فوق صخرةٍ حزينة بوضعِ القرفصاء
وتقومَ بالنظرِ لإمرأةٍ
تتجهُ نحوكَ ،كجُملةٍ مُعبِّرة،
قادمة للتوِّ من دفنِ قطتها الوحيدة!
ما عليكَ فعله
هو أن تُفكرَ مَليّاً
كيف ترسمُ لكَ مجاملةً سوداء و بقربها طريق يكثرُ عليهِ لونها وتَقلُّ فيهِ الألغام،
و أن تبدو ولأولِ مرةٍ
أنك رجلٌ يهتمُ بالمُدن الأليفَةِ و التحدّث عن الحُزن،
وإنكَ تُجيدُ غرسَ الكلام و قطف الضَحكِ من صدرِ تلك الفتاة !!
هكذا يَجْني الفرحَ و هو يرفعُ زَنْدَهُ النُحاسيّ
ليمسحَ عن وجههِ كل تلك المواسم و يبكي كفلاحٍ
حَرَثَ نفسهُ بجانب السبب!
في زمنِ الألفاظِ بقلم علي جمال العراق Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 09 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.