كائن بلا أجنحة بقلم مروى بديدة سوريا


أنا كائن بلا أجنحة ...
لكنني أطير بسرعة قصوى...
لست عصفورة كي يلاحقني الرصاص...
و لست ملائكة من بيوت السماء...
كي تستطيع هزيمتي أيها الإله الخبيث...
لا شيء ينقصني من الألم...
لا شيء ينقصني من الحزن أيضا 
حتى أكون ندا للريح العاتية ...
أنا أعبر الأمكنة بوجه بارد و سميك...
كي لا يبكيني صراخ أحدهم ...
المعلق من ساقيه على الخشب الصلب...
أو ذاك المحشو في مختبر الحشرات العملاقة...
لا يمكنني أن أفيدهم بشيء
و لا حتى البكاء لأجلهم...
هاته الفوضى تصنع مخلوقات غريبة...
يمكنها الطيران و الإختفاء 
تتقن أيضا ألعاب الخفة و الخذع النارية...
لكنها لا تنقذ أحدا و لا تسعف المساكين...
أعترف أنني غريبة و عاجزة عن خدمة الكون..
هذا الكون الكئيب يحتاج الى خدمات عظيمة...
كي يفرح قليلا و يشتد عوده.. 
أما أنا فمعذرة أيتها الأشياء الضعيفة جميعا...
لا يمكنني أن أكون صالحة و طيبة...
هذا الشقاء ينهش قلبي ...
مشغولة الآن بترتيب بعض الأمور ...
كي أعالج داخلي المتضرر جدا...
كل الحكاية هي أنني أفتح صدري...
أكدس فيه الأحبة الى أن يغص...
و بعدها أختنق و أقذفهم على مهل...
لأنهم يعبثون و يدمرون باطني...
الى أن يصيبني نزيف حاد...
الآن أنا أتمرن على الوحدة كثيرا...
إنها من أصعب الممارسات 
حتى أنني فقدت حواسي ...
و بدأت بفقدان وزني...
كي أستطيع التحليق عاليا أكثر من السابق...
الوزن الثقيل و الإحساس المرهف يعيقانني...
و أنا أرفض هاته الأرض كثيرا...
لا يمكنني المكوث فيها طويلا...
سبل المغادرة سهلة ...
و الإنتحار فكرة سيئة للغاية...
لا أريد أن أموت جيفة بحبل متين مثلا...
أريد أن أحلق ...أحلق سريعا ...
حتى أختفي !
كائن بلا أجنحة بقلم مروى بديدة سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.