إِختلاقُ أشياء قد تحدُث ...علي المجينين / السودان

 إِختلاقُ أشياء قد تحدُث

------------

في سوق "أم دفسو"

كانت

امرأة طاعنة في السّنِ والحزن 

تأرجح المقعد بطريقة سورياليّة كمن يود الهرب ..

وتُتمتمُ بتعاويذ 

تندهُ على بضاعتها المُهملة التي ليست إلّا حفنة من "الجرير" والبصل

تقلبُ عينيها كُلّما سمعت صوت عيار ناري، 

وتقبض على قلبها 

كأنّه ثُقب!

وتسألُ، بصوت يقترب من "أدنى السّر"

من أشعل الحرب؟

وكمن لدغهُ عقربٌ

تتلفت خشية أن تصطدم بعيني جندي

لم يتعلّم الإجابة على الأسئلة الطّيبة..

في سوق "أم دفسو"

كانت امرأة طاعنة في السّن والخوف

لم تلحظ غياب الطّريق؛

الطّريق الذي دُهس من قبل رتل عسكري

واغلقت القضية ضدهُ

بعد اتهامه بالتّسكع .. 

رغم أنهُ كان يسير في الاتجاه الصّحيح 

لذلك لملم جروحه 

ورحل..

في سوق "أم دفسو"

كانت

امرأة طاعنة في السّن والشّك،

تُلحّنُ البُكاء،

نامت كشجرة في قلبها عصافير

واستيقظت كصليب مزدحم بأشباه الأنبياء والأطفال..

في سوق "أم دفسو"

كانت

امرأة طاعنة في الحب

في أوّل يوم للحرب

وفي جيب جلبابها الضّيق 

دست أبناءهِا

بناتها

احفادها

وبعض الصّور التّذكارية لأولئك الذين لم يتسع لهم الجيب..

في سوق "أم دفسو"

لم يكن هناك احدٌ إلّا امرأة كانت من النّاجين 

تعلم أن الله ..

لا ينسى 

ولكنها لا تعلم أن ما يختلقه شاعرٌ، 

أشياء رُبّما تحدث.



إِختلاقُ أشياء قد تحدُث ...علي المجينين / السودان Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 04 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.