جسد بقلم صابر محمد تونس

كتلة اللحم هذه ، التي سموها دون استشارتي : جسد
مؤكد أنها تعني شيئا
ربما تعني تاريخ : 14 أكتوبر 1945 ، الذي لا يعني لأبي شيئا
او ربما نداء استغاثة انطلق من غرفة السيد فلان باحدى ضواحي تكساس الجنوبية عام 1997
او ربما ، الأخ المفقود ل " كان "

لكن ، من سماها " جسد "
لست موافقا
كان عليهم أن ينتظروني حتى أجئ
كنت سأختار مثلا اسم : حقيبة ، أو طريقة ، ساعة ، عربة ، رصيف ، أو حتى كيس بطاطا ..
فكل الأسماء كانت ستدل على تلك الكتلة ،
تلك الجياد العشرة المتجهة دورانا الى الإنعتاق ..، ما عدا ، : جسد

" بحر "
نعم ، هو الاسم المناسب
انظروا إلى أعماقي ، ثمة الكثير من الأحزان الملونة تسبح لا مبالية مع التيار
ثمة " فرح " في قاعي ، غرق من ذ يومين
ثمة أحلام بيضاء تحلق
و ثمة على سطحي شاعر ، صياد مجاز
تماما ،هو ذاك : بحر

و قبل ان أنهي النص
أريد أن أذكر الشاعر ، صياد المجاز ذاك
بأن يغادر قبل منتصف الليل
الوقت الذي أجتمع فيه بيابستي ، تلك التي سموها دون استشارتي : روح
الوقت الذي أكون فيه وحيدا جدا جدا ، حتى أكاد أتحول الى حبر
و أسيل داخل غرف مغلقة على أوراق
يكون مآلها ، في الصباح ، سلة المهملات ..