يوم عادي ،، في حياة سمكة مُلهمة بقلم رزيقة بوسواليم الجزائر



السَّمكة التِّي تنظر لي بعيون
يملؤها الزَّيت الرقراق ،،
أراها
تبكي النَّار التي تحرض الفرن على لذَّة القلي والقرمشة .
تابعتُ شريط الرَّوائح المشَّردة
رأيتها
تُعابث الأنف المزكوم
تدفعه للعذاب نحو قنوات الأحياء المسدودة .
في تاريخ الطَّبخ ،،
إمرأة فضفاضة
تستهلك المشاعر والدُّموع
فيما البصل يتعرى على يديها المغرمتين
بإعداد وجبة ثلاثية الأبعاد مع قبلة حريفة .
على رصيف شاشة ملونة
تطل أعناق النَّوافذ
لنشر الغسيل اليومي ،
أرى
من ثقب مهمل
ثرثرة جارة لجارتها
عن تهمة زوجٍ عربي مُتلبس بالخيانة داخل غرفة فندق إلكتروني عابر .
ما يزال المسلسل يتابع قيء أمعائه
إنَّه يتناسل
في الحلقة العشرين بعد المئتين .
العيون المتورمة
إثر نوبة فراق ،،
فوائد صافية لمصانع المناديل الورقية
و ما دموع النِّساء
إلاَّ أملاحٌ لإعادة التمييه
ضد إسهال الحبّ بعد الفقدان .
أسلاك الكهرباء
حبال منشورة لجني محاصيل
البيوت المُنطفئة ،
رأيت
عاملاً يراقب عدَّاد جيبه الفائض بالعرق والخواء .
في هذه الحياة الرخوة جدًّا
لسنا سوى كائنات هشة ،،
شهوات
تغمز بعضها في مكر العتمة وتنكسر
رؤوسها كلَّما نطحتها جدران الزَّمن الصَّلب .
أعود لسطر السَّمكة الأول ،
بعدما غزلتْ ذيلها
في صحن البحر المالح المتوسط
هاهي
تنظر لي بعينين مشويتين
تلف خاصرتها سلطة خضراء
وقرص خبز أسمر ،
بالقرب من ضحكة تاتو و شفاه متبَّلة وصدر مرشوش بالسمسم والدونتيل .
يوم عادي ،، في حياة سمكة مُلهمة بقلم رزيقة بوسواليم الجزائر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.