صباحات فارغة من السكر بقلم أماني الوزير فلسطين


الصباحات تأتي فارغة من السكر ...
وأنا الأنثى الكسولة جدا حتى أرتشف فنجان قهوة ...
أدق الملل من عنقه بين جثث الراقصات العرايا الساكنات بميوعة فوق جدران غرفتي ...
كلهن ملتفات حول صورة رجل وحيد ملامحه تصب في كأس روحي صبرا لم أعد اطيقه..
هو الوحيد الذي لا يغمض عينيه وأنا أنفخ في وجهه الخشن دخان سيجارتي الأولى في صباحاتي المرة ...
هو الوحيد الذي يشاهد ما أقترفه من جنون بين قضبان الضجر ...
هو الوحيد الذي يعلم أنني أسب الماء إذا انقطع فجأة 
والعن الكهرباء إذا انطفأت في ليالي المطر نتيجة ماس كهربائي أضرم النار في أعمدة الشارع حتى بات كمدفاة حطب ...
هو يعلم أنني أقف في المطبخ عارية وأقفز فوق طاولة الطعام دون أن تتألم قدمي من سقوطي المفاجئ عن سطحها القريب 
أحيانا أراه يضحك ... وإذا بكيت أشعر أنه يغمز بشقوة ليضحكني فقط ...
وأحيانا بعيدة أشعر بدفء جسده ... أسمع تأوهاته التعبة ...
أتحسس شعر صدره وذقنه وهو ينزلق فوق جسدي سرا بين فقاعات الصابون لحظة استجمامي في حمام المساء ...
يصنع في الليل متعة رغم أنه ليس هنا ...
فأتسائل بصوت تعلو منه أصوات اشتياقي ...
شو بدو يصير لو كنت موجود !!! 
وأضحك ... وأبكي ... وأشهق ... وأصمت... وأردد 
أنت لست هنا بما يكفي ليتناقص زمن الوجع في ساعتي الرميله...
يقتلني صوت البعوض الذي يطن في أذني وأنا أصغى جيدا للصمت فوق مقعدي الخيزراني الهزاز لعل صوته يشق أبعاد الفراغ ويأتي ...
فأصرخ... وأصرخ ... وأصرخ لأنى لا أستطيع الوصول إلى كله ...
فيتحول الوخز الصغير في صدري إلى وجع بحجمه ...
ذاته ذائبة في روحي مثل دمعة في بحر أهوج ...
وأنا حتى هذه اللحظة أنتظر خروجه من صورته المصلوبة فوق الجدار بين كل صور الموميسات اللواتي اضعهن حوله ...
أنتظر أن تمزقهن يداه ليسكن الحب صدري
فنضع فوق الجدار صورة وحيدة تضمنا معا لتبقى ونبقى حتى يبلغ العمر منتهاه .
صباحات فارغة من السكر بقلم أماني الوزير فلسطين Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.