أنا لستُ رجلا حزينا .....هيثم الأمين / تونس
أنا لستُ رجلا حزينا
و لكنّ أصابعي تكتب الفرح بخط رديء
و هذا ليس عيبا جينيّا
و لكن، حين كنتُ طفلا، كنت أحلم أن أصير طبيبا مشهورا
طبعا، لن أكون طبيبا مشهورا لأنّي أعالج الفقراء بالمجان
أو لأنّ كلّ مسؤولي مدينتي سيتعالجون عندي
و لكن لسبب أخر تماما
أن أكون طبيبا مشهورا لأنّي لا أصف حقنا للأطفال!
بقي خطّي رديئا
و لم أصر، يوما، طبيبا
رغم أنّي أصف لي مغليّ حب الكزبرة مع الكمون الأخضر و النعناع للوسواس القهري
و قد أستعمل منقوع الخرنوب كلّما ازدحم السير في قولوني
و أعلم أنّ العكبر يمكنه أن يقوي مناعتي التي أضعفها السّكري
و أنّ خلطة زيت الكبريت مع الكركم مفيدة جدا للصّدفيّة
كما أعلم
أنّ حبيبتي، لو كانت هنا، سيفيدها جدا التدليك بزيت الخزامى
لترتخي أعصابها قليلا
و تنام دون أرق
لو أنّ حبيبتي هنا
حتما
كنت سأخلطها مع الكثير من الحب
و لكنتُ شُفيت، تماما، من الشيخوخة المبكرة
و لكانت أصابعي شُفيتْ من خطّها الرديء
أنا لستُ رجلا حزينا .....هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
28 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: