قامر بكل شيء بقلم مصطفى الحناني المغرب


قامر بكل شيء
أو غادر غير مأسوف عليك
فلا نصيب لك هنا أيها المغامر
كل الأعداد كسرية العشور
.........
هل كنت هناك
حيث الحياة صفراء كأوراق عباد الشمس ...؟
أم إن المحاصيل هنا
خاوية ككؤوس خمرة رديئة
متروكة على طاولة احتمالات السكارى
في ليلة لا منتهى لها
ولا حد للثمالة في عيون المها
المها طريدة حائرة بين مخالب جيش من الأسود وضراط قبيلة من الضباع
هكذا قالت امرأة عابرة
تنظف الشارع من تلصص عيون المسندة ظهورهم على جدار الليبدو اليابس يا برجسون
.........
هنا
يناغي السكر حنين الأكف المتضرعة لربها ويبكي
ووحدها تلبسني رشفات كأسة احتياجاتي إليك أنت
أيتها المتلبسة بغموض الياسمين الناصع البياض
أنا توأم الإسكندر الأكبر في العناد
لا أريد أن أخسر معركة أخرى قادمة يا قطز
.........
المعركة ماء ينز من عروق بهيمة تئن تحت مدية الحقيقة الحادة
و الحقيقة ذبيحة عجفاء متخثر دمها
كأول خطوة في الحب يا ألتوسير
وأنا العاشق التعيس أرمم الحجر بالحجر
وأعيد للصخور سواد الكلس بين طيات صلصالها الرخو
لسواد الريق في فمي طعم الأغنيات المسروقة أمانيها
والعرق في مسامي أشواق زهرة الظيان ليديك
...........
أيها الزيتون قل لبراعمك
إن السلام ليس حمامة ولا حتى اخضرار غصنك
غصنك العالق بين رحى معصرة زيت عتيقة

الحمام هديل شعب لا إله له
ليردع فوهة الإختلاس
لكي يرتب الكلام حسب رؤاه
والإله رجل تبرأ من كل أخطائه في علم الكلام
فكيف تقترف لغة الحب كل هذه المعاصي ...؟
أيها الثمل بلا عصير شعير ....!
تعال نرتب الأغنيات قديمها وجديدها
ونوزع آلامها بالتساوي علينا
ونبقي لله وجلالته حظهما من الفرح
..........
الحظ رمية نرد بين أصابع عشق أسطوري
يزحف إلي كالغمام في سماء بأفق لامرئي
تقول سحابة للسماء المغترة بزرقة مغشوشة :
أيحب شاعر زهرة اللوتس البرية
وعينه تقتفي أثر ماء في أصيل العيون ... ؟
أم تراه ذا القلب لا يعرف سبيلا
للتخلص من تخثر الدم في التفاصيل الدقيقة
التفاصيل زهو اللون في ملابس داخلية
لنساء عالقات على هذب حبل غسيل ...؟
..........
تقول الشمس لضحاها
وتختفي إذ الليل يغشاها
تحت غيم سراب مدثر بالسواد
..........
هنا
رجل من رعاة زمن سحيق يستعيد كل نوتات باخ
ليسويها معزوفة من دخان أغاني الريغي Reggae
حيث غنى بوب مارلي للزنوج في رواندا الاقتتال الداخلي
وهكذا قال جاك بغيل للمومسات على شواطئ أمستردام
فماذا سيقول شاعر يهواك دمه يا فلسطين ...؟
وكل مفردات لغته مكبلة بوجوه عجينتها من طين الخيانة ...

...........
أنا الآن واقف بين الهنا والهناك
ظل تمدده الشمس خوذة على رأس أرض خضراء
كالمتعثر بحاجز أمني مشدد الحراسة
أروض سريرتي على الإفلات من عذابات بندقية الضمير
............
أنسى كل شيء تحت وابل الرصاص يا لوركا
وكل شيء في قصائد الموت ينساني يا أبا العلاء
فكيف تسترجع الذاكرة هواها يا هيباتيا ...؟
والانتحار فكرة بئيسة
استحدثها الغارقون في الدم يا سيوران
...........
أيها الواقفون بيني وبيني أشباح
هاكم دمي
خذوه كله ...!
وامنحوني قليلا
من ظل ياسمينتها على جدار مكسور اللبنات ....
قامر بكل شيء بقلم مصطفى الحناني المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 01 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.