بارادوكس بقلم مصطفى لفطيمي المغرب


من يشرح لي هذه المفارقةَ :
أنا لا أكبُرُ ابداً ،
أصابعي لا تكبرً ،
كلها من الماء و الحجر الرقيق .
يداي- من غير الرُّسغ -
نقطتا تعجبٍ بالفطرة
في شفاه شجرة الدر .
- مقيدتان إلى ظهري بحبل -
قدماي على مقاس فمي ،
و فِرْدَةُ الحذاء اليمين - إلى الآن -
من اوراق الشجرة الخضيلة
- ضيقةٌ -
أنا لا أكبر ابداً ،
بعض السلطعون يبقيني طفلاً
في العاشرة
- أو دونِها قليلا -
و كأس النبيذ يبقيني فراشةً ملونةًُ
في الحقول .
أنا لا أتغير ابداً ،
- مثل طائر القَيْق الأزرق -
هذا اللون لا يتغير :
لا في الماء ،
لا في نبتة الصبار ،
و لا في لوحة " فريدا كاهالو "
لربما أصير طفلاً
منبوشاً بالدبابيس ،
ثم موجةً مالحةً
- بعد ذلك -
كيف افهم :
إني لا أكبُرُ ،
و إن عيني لا تعلو على الحاجِب : أحيانا
إلا إذا مشيت خطوةً
إلى الوراء
و نقلت صُرّةَ الرسائل
مع الحجر
على كتفي
إلى الرصيف المكتظ بالارجل .
هذا المساءُ :
عشاءُ مجاملةٍ مع " ريلكه "
على المائدة
الرغباتُ تتدافع ثقيلةً
و العواصفُ لا تُبقي و لا تَذَر .
متى أكبرُ ؟
أنا على مشارف المائة مازلت طفلاً :
أتحدث للأسماك في البحار .
أتحدث عن الليل الذي يحيط باليابسة .
في بيتنا
المشقوق
لا نتحدث
عن
الضوء
لأننا اغلقنا كل النوافذ .

بارادوكس بقلم مصطفى لفطيمي المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 28 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.