سقوط بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب


سقطت. كانت الطيور قد غادرتني و كنت سماءا لا تتقن البكاء.
سقطت عند أول ريح مترعة بالفراغ، سقطت أنا السماء
التي تحمل العالم..
أنا السماء التي كانت تحملني اجنحة لا يفهمها العالم.
.
فعلت مثلما يفعل الآخرون.
الذين رحلوا،
الذين خانوا،
الذين ماتوا،
الذين سقطوا من أحلام كانت لهم..
فعلت كل هذا و أكثر،
رضعت من الحجر،
تحرشت بالبق و القمل،
حسبت عدد المرات التي دخنت فيها أنا و الموت،
ربيت كل الشوارع القديمة التي تتجول بفوضاها في رأسي، و كنت عاقرا،
خبأت آلاف الحكايات خارج رأسي كي لا تصير أكبر من شارع مكورالمنعرجات
علمت قدماي لغة غريبة كي تتعايش مع مهنة الشوك في الأرض
و كانت أحذيتي ناطقة بكل الغات.
فعلت هذا و أكثر..
و مثل غبي فارع الأمل، ها أنا أنتظر..
أنتظر سقوطي عند أول ريح مترعة بالفراغ
أنا الطفل الذي كانت تحملني حكايات لا يفهمها العالم.
.
مثل الآخرين كنت جبانا.
كانت عيناي معركتان صغيرتان
تطلان على حرب اسمها العالم
و لم أصر أبدا شاعرا.
.
في طفولتي
لم أكن نبيا.
كنت جسدا صغيرا عبرته قطعان الغبار و الجراد
و لم أتفتت في المعارك التي كانت تسيل من عيني
لم أكن نبيا
هكذا لم تظهر على جسدي
كل الطرقات الأخرى التي استقرت هناك..
سقوط بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 08 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.