مقاربة فكرية وفلسفية في نص فوزية أوزدمير بقلم تركية وهبي سوريا

L’image contient peut-être : 1 personne


النص أولا للمبدعة التي تفوقت على نفسها ... الاستاذة فوزية أوزدمير
في السادسة عشرة
لوحة مدهشة بكلّ مقايّيس الصّنعة
القماش الصوفيّ الأحمر المائل إلى الخمري ذو الوبر الناعم من " اللاما "
الخزف المزجج وغير المزجج بين طينات الآجر الغارق في الشواء
الخشب الأبنوسي المُطعّم بالفضة ، ومنقوش بكتابات تصعب قراءتها
كلمات مفتاحية ، أبيض وأسود ..
تكاد تكون خرافيّة ، وكلّ منها مُقفل من حوافيه ، بمماسكٍ وحلقاتٍ معدنية ، وآنية فخارية خالية من الزهور
الأبيض الملفلف بعنق زجاجة ، لفائف وادي " القمران " ، وخطاً آخر من وجه الفتى ، حتى الإناء الخزفي ..
كما هو حال العينين الظاهرتين مبعثرة في فضاءٍ مُظلم ، لا يلامس أحدهما الآخر ، خطاً عمودياً في وسطهما ثقب أسود .. !
تحتشد في المثلث السفلي من المستطيل عبارة
" أنا سأمضي على الصراط المستقبم "
ولا يبقى في الزاوية العليا غير وجه المرأة ..
يغطي بأصابعه شيئاً واحداً ظاهراً في هذه اللوحة
أيغادر دون هيكل .. ؟
أنّه غير موجود .. !
الضوء الواحد هو ما يضفي على هذه الأشياء وحدتها ، ويقنعنا فعلاً بأنّها كانت هناك .. !
لوحدها تتساوى في المساحات المضاءة ، رؤية الوجوه في العتمة ، وفي جهته اليسرى واليمنى
كيف يلاحظ أنّ توازنهما يختلُّ تماماً .. ؟
*************
المقاربة بقلمي تركية وهبي
من أين أبدأ ولن أقول انتهي .. الأستاذة فوزية أوزدمير
فلقد فتحتي جرحا غائرا كلما نزف يسطع العطر والنور ....
في نص يحمل الكثير من الدلالات والاشارات ...رسائل كتبت لتقرأ وتفهم مخطوطة في عمق الصخر نحتت هل كان أجدادنا يضيعون الوقت!!....أم كانت خلاصة معرفية حية ابدعها خيرة أبناءها....!!
ليس كل التاريخ مهزلة وتلفيق ....
في صيرورة الإنسانية...
لم تكن أرض خاوية على عروشها ...
كانت حضارة وفكر وعمران وعرفان ..فلسفة روحية وخدمية وفكرية اولت للمادة والروح خط التوازن فكانت رحمة فتحت باب الإبداع على مصراعيه للأجيال القادمة....تعددت المدارس والنور واحد .....
هذا النص لا يقرأ إلا بتنسم روح الغنوص السوري العتيق الذي نحت
وعي متقادم لايموت في سلالة الأسينين...في منخفضات الملح ...
في جينات الروح والضوء
معلمون أوائل اتقنوا الصنعة ...فاض رمادهم كفينيق يحمل على كتفيه أعادة الحياة وعلى الأقل من العصور الجليدية ...
فلسفة تقابلية بين النور والنار وبين
الاسود والأبيض...
وهم اهل الصباغة بالماء ...المتطهرين...المغتسلة ...
كيف يجمع الأبيض والأسود على مفاتيح البيانو وعلى رقعة شطرنج
على حامل واحد ....
الأبيض هو حضور كل الالوان
والأسود غياب الالوان
الاسود تكثف اللون مهما كان لدرجة الإخفاء والتورية ....
هذا الاحمر الطاغي بخيالات النار حمرة النبيذ في سكر الروح ولكنه ضوء الكثيب الاحمر .....
ذلك الترابط الذكي في استخدامك
لشجر الابنوس لم يكن صدفة فهو الخشب الاسود ولأنه كثيف يغرق بالماء كما الإنسان في رحلة تطوره
لابد من الغرق بالماء ...الأبنوس سهل التشكيل هش ...وهنا ارتباطه
مع الطفولة ....
عباءة خمرية نارية تخطت أعتاب الاثير ...وصنعت من امواجها المتداخلة ضوء ....
هذا الضوء مصدر واحد أمواجه مستقيمة .....
مصدر واحد وفي اتجاهين مختلفين فيظهر لون واحد بطول موجي معين حتى تظهر الصورة على الشاشة....
هذا ماعرفوه قبلا باسم المرآة ...
وعلوم الآن تقول شاشة
كيف ننسى انهم من رسم الأشكال
الهندسية ...
المثلث هو أول شكل هندسي بثلاثة أبعاد ولكن ارتبط بالتابوهات والمحرمات ...هذا المثلث النازل ...
وارتبط بمثلث الشيطان كما برمودا ...والثالوث المقدس ...
وثالثة الاثافي وارتباطه بالكهف والمغارة
فكان لابد من المستطيل بأبعاده الغير متساوية ليخفف من الحدة
ويقبل الأشكال كوحدة ولا يستدعي النفور ....
فكانت الأبواب والنوافذ والكتاب !!
أمواج الضوء الواحدة التي تعكسها
تظهرها الشاشة ...في علوم الآن تحتاج مرشحات خاصة ...
وفي تلك العين الفائقة في خلطها الزجاجي كريستالات كما قناديل البحر ترى بامواج عرضية كما هي بلا تسارب ....اليمين واليسار غير مقلوب
في ذلك العالم يصبح ل اللاما معنى عزف على أوتار لا ومي
فلسفة الطبيعة والكائنات
ليس عبثا استخدامك له ...
في طابق علوي تلك الأمرأة تحن وتنزل كما عشتار لتحضن تموز وتعيد الاخصاب ودورة الحياة من جديد ....
ليس لديها أسلحة إلا إذا شاكسوها
والرائحة سلاحها الوحيد
تصبر على الشقاء والحمل ...
برية كشجرة العتم البري ....
وهنا التعالق بين المرآة وأم الكتاب والكتاب ....
والظلام لا يعني العتمة
في هيئة العدد المستخدم
ستة من عشرة
اي تجاوز المنتصف والانطلاق نحو الارتقاء
وهذا ماكان الأسينين يفعلونه في تربية وتدريس أبناء الغير ....
في بداية النضج الجنسي حتى يتخرج تدريجيا حسب كل درجة ...
سلم التصحيح هو علامات في الوجوه وله الخيار اما بالبقاء أو بخدمة الجماعة والكل واحد... وهذا عنوان نصك ...
هم ثورة وعهد جديد وانقلاب على العهد القديم ...
لا وجود للهيكل فلينصرف المنقبون
لكن من زاوية حور العين وجهة الزهرية في قدس اقداس الوعي والروح
كيف سأعود لهناك حيث لا زهرة ....
من يعيد الذاكرة المنسية ونرنو حروف
كنا معا .هناك ....إلا باستقراء الماضي ...
و سبر الأغوار في زمن هنا والآن وروح متدفقة لا تنتهي
الكون هو صدر الام .....ومازال البحث جاريا ليكون كل انسان هو كون
يطلق طاقاته الكامنة حركة وكثافة وعطر ورطوبة وماء وهواء وضوء
أي روح تسكن باطنك لتقدم لنا هذه الدرر !!
فوزية أوزدمير

مقاربة فكرية وفلسفية في نص فوزية أوزدمير بقلم تركية وهبي سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 29 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.