لا شيء يدعو للقلق....بقلم هيثم الأمين / تونس
لا شيء يدعو للقلق
فمازالت المقابر الجماعيّة تتّسع للجميع
و مازال الرّفاق يتقمّصون دور السّماء فيسكرون و يمطرون على رؤوسنا
هكذا همستْ،
خوفا من أن تتّهمها بقيّة الجثث بالخيانة،
جثّة لجثّة - ثقة - في مقبرة جماعية
لا شيء يدعو للقلق
فالأرصفة مازالت تلد جياعا جددا كلّ يوم
و الكثير من العابرين
و أشجارا لا تضمّ العصافير إلى صدرها في المساء
قالت واجهة محلّ لبيع الأحذية لواجهة محلّ يبيع الأقفاص في شارع الحرّيّة
لا شيء يدعو للقلق
فأعواد الثّقاب الحمراء الرّؤوس
مازالت تضرم الليالي الحمراء في المداخن
و تعلنُ براءتها من تهمة التحالف مع الصّقيع
هكذا همهمت علبة وقيد فارغة و هي تستريح في جيب سترة مجنون المدينة
لا شيء يدعو للقلق
فالأصدقاء الذين أقاموا حفلات الهروب في أرض الغياب
قد نمت لهم أجنحة سعيدة
و أعلنوا نجاتهم من بؤسنا
يقول في نفسه كرسيّ فارغ مصاب بالتوحّد.
لا شيء يدعو للقلق
يقولها حبل غسيل مصاب بالقلق لأرجوحة مصابة بالقلق.
لا شيء يدعو للقلق....بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
01 أغسطس
Rating:
ليست هناك تعليقات: