سندويتشات اكتئاب و كفته ....بقلم هيثم الأمين / تونس
-1-
أحتاج لغرفة مغلقة
و معي
امرأة لا أعرفها و لا تعرفني
امرأة أُخبرها أنّي رجل ميّتٌ
فتضحك
امرأة أُخبرها أنّي،
هنا،
فقط، لأملأ خزّانات صدرها برائحتي الحزينة
فتغرس ابتسامة عريضة في وجهي القاحل
و أُخبرها أنّي سأقتًلها بعد ذلك
فتضمّني لصدرها و تَسكُبُ شفتيها، عطرا، على ذبولي
أو أحتاج غرفة خَلَعَت كلّ جدرانها و جَلَسَت تحدّق في الضّوء
و معي
امرأة أعرفها جيّدا
و تعرفني جيّدا
امرأة أقول لها "أحبّكِ"
فتصنع لي من جدائلها
حبلا و غصنا متينا في شجرة عالية.
-2-
نحن الرّاحلون
دون أن نحدث قرقعة أو فاجعة
نغادرُ
كما يغادر، خلسة، رجل مدمن وحدة و مدخّن صمت حفلة بورجوازية صاخبة
حفلة استدعته لحضورها سيّدة أعمال، في خضم مشاغلها، نَسِيَتْ موعدها
و أسقطت، من مشاريعها، مشروع حب
نحن الرّاحلون
دون أن نترك أطفالا يتسلّقون الحياة من أجل الوصول لثمرة الموت الناضجة،
دون أن نُحدث ثغرة في جدار
و دون أن نعلّق صورنا على جدار منسيّ في مدينة التاريخ
لا نكتب وصيّتنا
و لا نودّع أحدا
نحن، فقط، نذوب.
-3-
لا فائدة من أن أكتب على حائطي الفيسبوكيّ:
"أحتاجك"
أو " اشتقت إليك"
أو قصيدة حنين تامّة الشّروط
ففي النهاية
أنت لن تمرّي من هنا
و لا أحد سيلتقط "كابتور ديكرون" و يرسلها لك مع ملاحظة ك:
" كوني لطيفة معه"
أو " ليتني كنت حبيبته"
أو حتّى " هذا كذّاب فلا تصدّقيه"
لا فائدة، أيضا،
من أن أرسل لك ارساليّة على رقم هاتفك أكتب فيها:
" بعد ثلاث سنوات، مازلتِ حبيبتي و أحبّك جدا"
ففي النّهاية
مازلت نفس النّصْفِ وجه الذي يتدحرج نحو الأسوأ
و صرتُ لا أجيد امتطاء الأحلام.
سندويتشات اكتئاب و كفته ....بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
29 أغسطس
Rating:
ليست هناك تعليقات: