إلى الرجل النائم الآن على ركبتي النحيلة، بأصابعي أُعيدُ الحقول إلى روحه بقلم سامية ساسي تونس
لو أنّني عَجوزٌ أكثر،
لَغيَّرتُ مقاساتِ أطرافي.
لََحفظتُ وجهي المُسطَّح، من الصَّدإ.
فمي المفتوح، من اليرقات.
ورأسي الصّلبة،
من غربان تضع بيْضها،
وتدعو عليّ بالخرابِ.
* * *
لو أنّني عجوزٌ أقلَّ،
لَعشقتُ مُزارعًا بأنيابَ ذهبيّة،
يُهديني أمشاطًا تُعيدُ الحقولَ إلى شَعري.
وكلّما داهمهُ الجرادُ وحيدًا في تربتهِ القاحلة،
يأتيني راكضًا،
يدسُّ رأسهُ في جذعي الصامتِ،
يضمّني،
يهزّني غاضبًا،
ويبكي ملْء أنيابِهِ
يديَّ المفتوحتيْن كصليبٍ للريح.
* * *
في مواسمِ الحصاد و الجنازات الكبرى
يُقسم مُزارعونَ يَروْن اللهَ في صلواتهم، أنهم شاهدوا فزّاعةً من قشٍّ
تضمّ يَديْها مغمَضتيْن إلى صدْرها،
وتَذروها الريح.
إلى الرجل النائم الآن على ركبتي النحيلة، بأصابعي أُعيدُ الحقول إلى روحه بقلم سامية ساسي تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
01 أغسطس
Rating:
ليست هناك تعليقات: